* تحقيقات النيابة في اتهام ضابط بتعذيب محتجز بقسم حدائق القبة * المتهم الأول صفع القتيل بنعليه لإجباره على الاعتراف بالسرقة * القتيل ردد عبارات "إنتوا ظلمة.. أنا مظلوم.. حرام عليكم" * المتهم استخدم عصا خشبية لضرب القتيل ولم يراع استغاثته * الطب الشرعي يؤكد: سبب الوفاة توقف القلب والتنفس نتيجة الإصابات الرضية بالعنق والرأس أحال النائب العام رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، ومعاونه و4 أمناء شرطة آخرين، فى واقعة مقتل مواطن داخل حجز القسم، لاتهامهم باستعمال القسوة والعنف وتعذيب المجنى عليه، ما أفضى لوفاته، والتزوير فى محرر رسمى، إلى محكمة الجنايات. وقال الشاهد الأول، صديق المتوفى شريف يحيى، أمام المستشار عبد الرحمن شتلة، المحامي العام لنيابة غرب القاهرة، إنه جار وصديق المجني عليه المتوفى منذ ما يقرب من عشر سنوات، وبتاريخ 18/6/2018 التقى بالمذكور في أحد المقاهي واستعار منه هاتفه المحمول لاستخدامه، وأودع بداخله شريحة أخرى وتغيب عنه مدة ساعتين، وعقب عودته علم بأن المذكور توجه بهاتفه إلى سنترال لتحميل تطبيق "واتس أب" على الهاتف ثم أعاده إليه، فأعاد بداخله شريحته وانصرف كل منهما إلى وجهته، وفي اليوم التالي التقى المتوفى وأخبره بأنه عثر على حقيبة بها أوراق هامة عبارة عن شيكات وإيصالات أمانة وأطلعه على أوراق منها، وأقر له بأنه ساوم أصحابها من خلال ذلك الهاتف. وبتاريخ 21/6/2018، فوجئ بالقبض عليه واقتياده إلى ديوان قسم حدائق القبة بمعرفة المتهم الثاني، وما إن سلمه إلى المتهم الأول حتى اتجه صوبه وصفعه على وجهه باستخدام أحد نعليه (زاحف) ما يقرب من 20 مرة، لحمله على الاعتراف بتفصيلات واقعة سرقة الأوراق، إلا أنه تمسك بإنكاره ثم أمره بالإرشاد عن مكان المتوفى، حيث تم اقتياده إلى الأماكن التي اعتاد المتوفى التواجد فيها بحثا عنه عدة مرات فلم يجده، إلا أنه أبقاه محتجزا بغرفة بلوكامين القسم، وفي الساعة السادسة من مساء يوم 22/6/2018 تناهى إلى سمعه من ممر وحدة البحث صوت المتوفى حال صياحه مرردا عبارات "إنتوا ظلمة.. أنا مظلوم.. حرام عليكم" وكان يتألم في حينها، وبعد خمس دقائق اصطحبه أحد أمناء الشرطة إلى غرفة المتهم الأول، فشاهده واقفا في وسط الغرفة ومعه المتهم الثاني بجوار رأس المتوفى الذي كان ملقى على وجهه على الأرض ويداه مقيده من خلفه، وقيام المتهمين من الثالث إلى السادس بالتعدي عليه وتعذيبه في ذلك الوضع لحثه على الاعتراف بارتكاب السرقة وإرشادهم إلى مكان المستندات المسروقات، إلا أنه رفض الاعتراف. وأضاف أنه شاهد المتهم الثالث واقفا بحذائه فوق فخذي المتوفى من الخلف، كما شاهد المتهمين الرابع والخامس والسادس حال قيامهم بركل المتوفى في سائر جسده، وحال ذلك سأله المتهم الأول عما إذا كان الملقى على الأرض هو من استخدم هاتفه من عدمه، ثم سدد له ركله في صدره، فأقر له بالإيجاب، فأعاده إلى مكان احتجازه بغرفة بلوكامين البحث حال بكاء صديقه واستنجاد صديقه به من شدة الألم، وظل يسمع صوت صراخ وعصا خشبية تضرب جسده، تبعها صوت صراخ واستغاثة بكلمة "ارحموني"، وأعقب ذلك صياح المتهم الأول، وطلب من المتهم الأول إحضار صاعق كهربائي، وعقب برهة قصيرة سمع صوت انكسار زجاج والمتهم الأول ينهر تابعيه ويتوعدهم، وبعد فترة قصيرة خيم الصمت على المكان أعقبه وصول النيابة العامة فعلم بوفاة صديقه المجني عليه. وقال الشاهد الثاني، مدير دار التشريح بمصلحة الطب الشرعي، إن الواقعة جائزة الحدوث من تصوير وفقا لأقوال الشاهد الأول وفي تاريخ معاصر لحدوث الواقعة، ومن مثل الأداة (العصا) المضبوطة بمعرفة النيابة العامة. وأكد الشاهد أن سبب الوفاة توقف القلب والتنفس نتيجة الإصابات الرضية بالعنق والرأس، وأيضا الصعق الكهربائي في أجزاء متفرقة من الجسد، وهي إصابات مميتة بمفردها أو مجتمعة، فضلا عن أنه تلاحظ له وقت التشريح عدم وجود الحذاء الأيمن، وتبين له من خلال التشريح وجود آثار صاعق كهربائي بهذه القدم. وقال الشاهد الثالث، ملازم أول بقسم حدائق القبة، إنه بتاريخ 22/6/2018 أثناء ممارسة مهام عمله في مهمة تأمين باب القسم، أبصر المتهم الرابع وهو يدخل إلى القسم واضعا يده على عنق الضحية المتوفى، ومن خلفهما المتهم الثاني، وفي قرابة الساعة السابعة مساءً سمع كسر زجاج فتوجه إلى الطابق الثاني مسرح الواقعة فهاتف الشاهد السادس وأخطره بما سمعه وعاد إلى مكان خدمته، فأبصر المتهمين الثالث والرابع والسادس حاملين ضحيتهم على مقعد خشبي وأقلوه في سيارة أولهم، فتوجه إلى الشاهد الخامس وأخبره بما أبصره. كما شهد نائب مأمور قسم شرطة حدائق القبة بأنه على أثر ما تلقاه من مكالمات هاتفية، عاد إلى القسم وتيقن أن ضحيتهم غير مقيد بدفاتر القسم، فهاتف مستشفى الزيتون للوقوف على مكانه، فأحاطوه بعدم وروده، فجاب المستشفيات بحثا عنه ورفقته الشاهد السابع حتى علما أن المتهمين حضروا به إلى مستشفى سيد فراج، وترجل منه طبيب وكشف عليه وأعلمهم بأن نبضه توقف، وأنهم أقلوا ضحيتهم دراجة نارية (توك توك) صوب مستشفى الزيتون، فتوجه إليهم فأبصر المتهم الأول أمامه وبمحاورته كلف بعودته إلى ديوان القسم. واتهمت النيابة العامة المتهمين جميعا بصفتهم موظفين عموميين بأنهم عذبوا المجني عليه أحمد عجمي لحمله على الاعتراف بجريمة سرقة، وأدى ذلك إلى موته بأن طرحوه أرضا وشدوا وثاق يده خلف جسده، وانهالوا عليه ركلا بالأقدام وضربا بالعصا وصعقا بالكهرباء في مواضع مختلفة من جسده قاصدين إجباره وحمله على الاعتراف بارتكاب واقعة السرقة السابقة والإرشاد عن المستندات، فأحدثوا به الإصابات الواردة بتقرير الطب الشرعي، والتي أودت بحياته، كما أنهم حازوا وأحرزوا أداتين (عصا وصاعق كهربائي تستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون سند قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية والاحترافية).