أثبت الاهتمام الإعلامي بمتابعة ونشر أخبار وفيديوهات رقصة "كيكي " ثم "زووم"، أن السوشيال ميديا باتت تسيطر وبقوة على تحديد المحتوى الإعلامي، حتى أن ذلك لم يعد مرتبطا بمدى مهنية نشر هذا المحتوى، وحذر عدد من الإعلاميين من الهوة التي قد يسقط فيها الإعلام ما بين البحث عن جذب جمهور الشباب المولع بالسوشيال ميديا إليه، وبين انتقاء ما يتناسب مع الدور المجتمعي والمهني للإعلام. وحول عرض مثل هذه الظواهر وإلقاء الضوء عليها فى الإعلام، قال جمال الشاعر، وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، إن هناك عدوى أصابت مجتمعنا وهى عدوى التقليد والشهرة، لافتا إلى أن البحث عن الإثارة ومغازلة الوكالات الإعلانية هو السبب وراء اهتمام الإعلام بمثل هذه الأخبار. ولفت إلى ضرورة الانتباه للدقة في تناول مثل هذه الظواهر في إطار من التقييم لتلك الأفعال وعرض مخاطرها، دون الجري خلف أساليب مواقع التواصل الاجتماعى التي أصبحت طريقنا إلى اللا تواصل. وأضاف "الشاعر" أن الإعلام يجب أن يجد محتوى ينافس به مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الإعلام لم يصبح فقط الإذاعة والتليفزيون والصحافة، بل أصبحت تلك المواقع شاشات مفتوحة على العالم. الإعلامى هاني البنا، مدير قناة الصحة والجمال، قال إن السوشيال ميديا أقوى من الإعلام، وإن سيطرة هذه الظواهر على عناوين الأخبار هي أكبر دليل على سيطرة السوشيال ميديا على العاملين فى الإعلام وعلى الجماهير. وشدد البنا، في تصريحات ل "صدى البلد"، على ضرورة التزام الإعلام بعدم نشر تلك الأشياء إلا في حالة إن كانت ذات هدف نبيل مثل تحدي "الثلج" الذي كان يستهدف دعم مرضى التصلّب الجانبي الضموري، حتى لا يلعب الإعلام دورا في التحريض على ممارستها، خاصة إذا كانت خطرة، بل ويجب تناولها فى شكل انتقادى. من جانبها، اتبعت الإعلامية جيهان منصور، خلال تقديمها برنامج "الحياة أحلى" على شاشة قناة "الحياة"، الطريقة الصحيحة لتناول هذا النوع من الفيديوهات، حيث حذرت من انتشار مقاطع فيديو فى عدد من مواقع التواصل الاجتماعى لمجموعة من الأطفال والشباب وهم يمارسون تحدى "الزووم"، موضحة أنها عبارة عن ظهور شخص يؤدى رقصة أمام الكاميرا على أنغام موسيقى لمغنى الراب الأمريكى "للياتشى" بحركات تشبه قيام الشخص بقيادة سيارة وهمية قبل أن يشده شخص من قدميه بسرعة شديدة. وقالت "منصور" إن الخبراء حذروا فى تقارير لهم من مخاطر التحدى التى قد تؤدى لإصابات خطيرة فى الرقبة نتيجة لهذه الحركة، لافتة إلى أن مصر لم تتخلص حتى الآن من "تحدى كيكى"، لتظهر حركات أخرى تؤدى إلى وقوع حوادث وإصابات لمن يقلدها.