بالطبع لا اروج من عنوان المقال بأن يذهب معارضو الاخوان بالتصويت ب "نعم" فهذا دستور لم يحم اي فئة من فئات الشعب الأ فئة واحده وهي التي ظلت حتي النهاية باللجنة التأسيسية وما تم في اخر 48 ساعه من سلق لأهم وثيقة في مصر يحمل اكبر اساءة لمصر والمصريين امام العالم. ولكن المتابع للمشهد السياسي وتحديداً منذ اعلان 21 نوفمبر الماضي وحتي الأن وتبعاته من رد فعل المصريين ضد الرئاسة والجماعة، والحشد المضاد من جماعة الاخوان وانصارهم من التيارات الدينية الاخري ليشتعل الشارع في مشهد يتابعه العالم عن قرب ويحمٌل الرئيس مرسي وجماعته تصاعد الاحداث والوضع الراهن لأن مرسي وجماعته هم من في سدة الحكم الان. ولهذا أقل قدر من الذكاء السياسي لجماعة الاخوان للخروج بأفضل النتائج من الأزمة الحالية هو ان تخرج نتيجة الاستفتاء علي الدستور ب "لا" وهذا للاسباب التالية: العالم يري الان محمد مرسي وجماعة الاخوان بأنهم امتداد لنظام مبارك بل اسوء، فلم يصدر مبارك علي مدي الثلاثين عاماً إية إعلانات دستورية تحصنه ضد القضاء ويري العالم ان حتي الرئيس المخلوع لم يجور علي القضاء بهذا الشكل ولهذا تصف صحف العالم محمد مرسي بعد اعلاناته الدستورية الأخيرة بأنه الديكتاتور الجديد وبأن طريق الديمقراطية فشل بعد وصول الاخوان للحكم. وخروج نتيجة الاستفتاء ب "لا" في ظل وجود رئيس ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين ستكون تجربة يصفق لها العالم وخاصة انها تأتي بعد انظمة مارست التزوير الانتخابي لعشرات السنين ولم تعرف مصر خروج نتيجة استفتاء ب "لا" منذ ستون عاماً وهو ما سيحسن شكل جماعة الاخوان "خارجياً" كثيراً خروج النتيجة ب "لا" سيحسن صورة جماعة الاخوان "داخلياً" جداً بعد اسابيع من تعرضها لهجوم كبير بسبب سلوكهم الاخير وخاصة بعد احداث "الأتحادية" ويتعرض قيادات الاخوان في كل مكان لحالة غير مسبوقة من الرفض الشعبي وما حدث مع "الجزار" في ندوة جريدة الاهرام وما حدث مع "الشاطر" من الناخبين عند ذهابة للجنته الانتخابية وما حدث مع "العريان" بنيويوك و"صالح" بالاسكندرية، بل ومقرات حزب الحرية والعدالة وخسارتهم لكتلة شعبية ممن كانوا من غير الاخوان ولكن كانوا يتعاطفون معهم اما تأثراً بالخطاب الديني للإخوان او بأعتقادهم انه تم ظُلمهم علي يد النظام السابق وتلك كانت هي الشريحة الاكبر للإخوان. ولهذا فبظهور النتيجة ب "لا" وهو ما لم يحدث منذ عقود طويلة في مصر ان يُطرح استفتاء للإنتخاب وتأتي النتيجة ب "لا" وهذا ربما يعيد بناء الجسور بين الاخوان وقطاع كبير من المصريين خروج النتيجة ب "لا" هو الحل لخروج الرئيس الحالي من الورطة التي وضع نفسه ووضعنا فيها بعد هذه الاعلانات الدستورية وموقف القضاء بل والشارع المصري المعارض وهذ التوقف في الحياة المصرية وازدياد العداء والإنقسام بين المصريين. ف "لا" ستجعل الرئيس مرسي لم يتراجع في قراراه وفي نفس الوقت تهدأ المعارضة وتخف حالة الانقسام الحالي ويعود الشارع المصري "الميت اكلينيكاً" الان الي الحياة ويخرج كل الاطراف المتنازعة حالياً دون خسائر او انكسار سواء من السلطة او المعارضة خروج النتيجة ب "لا" هو الحل والنجاة بالوطن لأن في ظل الاتهامات بالتزوير وضعف الاشراف القضائي وما ذُكر عن اغلاق لجان مبكراً وتوجية ناخبين خارج اللجان وغياب اسماء وكشوف من اللجان الانتخابية سيجعل "نعم" هي انتحار سياسي للسلطة الحالية وهو ما سندفع ثمنه جميعاً من ازمات وجمود بهذا الوطن اخيراً .. لو ادركت جماعة الإخوان تلك اللحظة الفارقة في تاريخها وتعاملت مع الامر سياسياً بعيداً عن جشع سلطة الاستحواذ والخوف من الماضي، وعرفت اهمية ان تكون نتيجة إستفتاء للمصريين مخالف لما تريده السلطة وهم في الحكم وتبعات هذه النتيجة، لتوقفوا فوراً عن التأثير علي الناخبين سواء مادياً او معنوياً باستغلال الدين والتوقف عن الشحن الطائفي وتهدئة قناتهم الفضائية والتي تُعتبر اول قناة في العالم تذيع نتائج الانتخابات قبل انتهاء التصويت وتوجهوا فقط بالدعاء لأن تصدر النتيجة النهائية للإستفتاء ب "لا"