استعرضت الدكتورة وسام باسندوه، الخبيرة الحقوقية اليمنية في مجال الحقوق والحريات السياسية، بداية الأزمة اليمنية التي تولدت بسبب انقلاب الجماعة الحوثية على السلطة الشرعية بقوة السلاح، موضحة أنه ليس من الطبيعي وبعد أن وضع اليمنيون الكثير من أسس الانتقال الديمقراطي خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت نجاح الثورة اليمنية من خلال الانتقال السلمي للسلطة في البلاد، وشارك غالبية الفرقاء السياسيين اليمنيين على مائدة الحوار الوطني، وأقروا إقامة دولة يمنية فيدرالية في محاولة أن يبقي اليمن موحدًا ليس في إطار دولة مركزية ولكن في إطار دولة فيدرالية، أن يبقى اليمن على هذه الحال. وأوضحت "باسندوة"، خلال ندوة لها بصالون "صدى البلد"، الأسبوع الماضي- للمشاركين أن اليمن- خلال الفترة الانتقالية- كان قد وقع على اتفاقية منع استخدام الألغام ووقع على اتفاقية منع تجنيد الأطفال ورفع سن الطفولة إلى 18 سنة بما يعني منع تشغيل الأطفال وتجريم تزويج القاصرات، كما وأقر كوتة للمرأة بحيث لا يقل تمثيلها عن الثلث ليس فقط للمشاركة في السلطة ولكن في كل مرافق الدولة. وقالت إن كل هذه الأمور ضرب بها عرض الحائط بمجرد الانقلاب الحوثي على السلطة وعاد اليمن للوراء للظلام، مئات الأعوام. واعترضت "باسندوة"، الاتهام القائل بأن التدخل السعودي- الإماراتي كان تأجيجًا للصراع في اليمن وقالت: "هذه نظرة قاصرة جدًا، حيث لا يعلم هؤلاء تفاصيل الصراع في اليمن والأهم هو قيام التحالف العربي بالتدخل في اليمن بناء على طلب من الجانب اليمني ممثلًا في السلطة الشرعية". وذكرت الخبيرة الحقوقية، أن بداية الانقلاب الحوثي كانت في 21 سبتمبر، وتدخل التحالف العربي جاء بعد 6 أشهر من الانقلاب على السلطة. وأضافت لا يمكن إغفال لماذا حدث هذا التدخل؟ ! فبعد أن وقعت الحكومة الشرعية مع الحوثيين بعد دخولهم المسلح إلى صنعاء وسيطرتهم على مفاصل الدولة - اتفاقية السلم والشراكة- واتفقوا على حكومة موحدة، إلا أن الحوثيين مالبثوا ان اعتقلوا مدير مكتب الرئيس وجمدوا الحكومة ووضعوا رئيس الحكومة والوزراء وحتى الرئيس نفسه تحت الإقامة الجبرية لمجرد أنه قدم استقالته احتجاجا على رغبتهم بالانفراد بالسلطة وترك الرئاسة وأصبحت الحكومة مجرد ديكور لتمرير قراراتهم. وأضافت أنه وبعد أن تمكن الرئيس هادي من الوصول إلى عدن والإفلات من قبضة الحوثيين، اجتاح الحوثيون الجنوب وقصفوا مقر الرئاسة.