أكثر من 80 قتيلًا و170 مصابًا نتيجة الحرائق الرياح الشديدة وحالة الذعر وتهالك البنية التحتية عوامل ترفع عدد الضحايا رئيس الوزراء اليوناني يقطع زيارته للبوسنة ويعود لمتابعة الأزمة موقع يوناني: 30 صيادًا مصريًا في الصفوف الأولى لمتطوعي الإنقاذ ناجية يونانية: صيادون مصريون أتوا لإنقاذنا وانتشالنا من المياه تجتاح اليونان منذ أيام حرائق غابات هائلة، تلتهم مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالأشجار، نجم عنها وفاة العشرات وخسائر مادية ضخمة، فيما تم تدويل جهود الإنقاذ. وارتفع عدد ضحايا الحرائق في اليونان المستمرة منذ 3 أيام إلى 81 قتيلا وإصابة 178 آخرين بينهم 23 طفلا، وفق بيانات إدارة الإطفاء. وتشير التقارير إلى أن انتشار حالة من الذعر في المناطق التي شهدت حرائق، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى الرياح الشديدة، وتغيير وجهتها بشكل طارئ، والإهمال ومشاكل البنى التحتية، كلها عوامل تسببت بزيادة عدد الضحايا. وكشفت وسائل الإعلام الدولية أن الحرائق تسببت في حريق أكثر من ألف منزل، ومئات السيارات التي التهمتها النيران وأصبحت خارجة عن الخدمة. وذكرت قناة "فرانس 24" الإخبارية، الثلاثاء الماضي، أن عمال الطوارئ استخدموا قوارب ومروحيات لإجلاء المواطنين العالقين على أحد الشواطئ في بلدة ماتي، التي تبعد نحو 40 كيلومترا شرق العاصمة أثينا، مشيرة إلى أن السلطات اليونانية ناشدت المجتمع الدولي تقديم المساعدة. وكان رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس قد قطع زيارته إلى البوسنة وعاد إلى بلاده لمتابعة تطورات الأوضاع. وقال وزير النظام العام اليوناني نيكوس توسكاس، إن إيطاليا سترسل طائرتين لمكافحة الحرائق فيما ستقوم رومانيا بإرسال طائرة ثالثة للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات التي نشبت بالقرب من العاصمة اليونانية، والتي أودت بحياة 74 شخصًا على الأقل. وأضاف توسكاس - وفق ما نقلته صحيفة كاثمريني اليونانية، الأربعاء، أنه من المتوقع أن تصل الطائرة اليوم لتعزيز جهود مكافحة الحرائق، وإذا لزم الأمر فإن اليونان ستطلب من الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي مساعدة إضافية. وقال مفوض المساعدات الإنسانية بالاتحاد الأوروبي كريستوس ستيليانيدس إن التكتل الأوروبي المكون من 28 عضوا سيتخذ خطوات لتطوير استجابته للكوارث الطبيعية التي تفاقمت بسبب تغير المناخ. وأوضح ستيليانيدس أن تسع دول أوروبية عرضت على اليونان المساعدة في إخماد الحرائق، حيث قدمت إيطالياورومانيا وقبرص معدات وأطقم إنقاذ لإطفاء الحرائق في اليونان، مضيفًا أن "إسبانيا وبلغاريا والبرتغال ومالطا وكرواتيا والجبل الأسود عرضت أيضا مساعدة اليونان من خلال آلية الدفاع المدني". وأبرزت مواقع إخبارية مشاركة عدد من الصيادين المصريين بشجاعة في جهود الإنقاذ، حيث قال موقع "بورتنت" اليوناني أن نحو 30 صيادًا مصريًا ممن عاشوا في اليونان لسنوات كانوا في الصفوف الأولى لمتطوعي الإنقاذ، وبفضلهم نجا عدد كبير من المواطنين اليونانيين من آثار الحرائق. وبثت صحيفة "جازيتا" اليونانية مقطع فيديو للقاء متلفز مع صياد مصري، شارك في نقل عدد من المتواجدين بنطاق الحرائق الضخمة التي تشهدها اليونان، وفر كثيرون إلى الشواطئ هربًا من جحيم الحرائق. وقال الصياد، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، أنه سارع إلى المشاركة بعمليات الإنقاذ بمجرد رؤيته أدخنة الحريق الضخم. ووجهت الصحيفة التحية إلى الصياد المصري وجميع المتطوعين الذين اندفعوا لمساعدة الناجين. كما بث موقع "ديالوجوس" القبرصي مقطع فيديو لحوار مصور مع إحدى الناجيات من حرائق الغابات الهائلة في اليونان، كانت بين كثيرين اندفعوا إلى الشواطئ هربًا من الحرائق الضخمة. وروت الناجية كيف ظلت في المياه مع آخرين لأربع ساعات متواصلة قبل أن يعثر عليهم متطوعون للإنقاذ، بينهم صيادون مصريون على قواربهم. وقالت الناجية: "رأينا أضواءً من بعيد وسبحنا باتجاهها، كانوا مصريين على قوارب يجمعون الأحياء من المياه، ويجمعون الغرقى أيضًا والأطفال وحتى الحيوانات". ونعى الأزهر الشريف ضحايا حرائق الغابات في اليونان، والتي أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات، بينهم العديد من الأطفال وعائلاتهم. وأعرب الأزهر عن صادق التعازي والمواساة لليونان؛ حكومةً وشعبًا، وعن خالص تعاطفه ودعمه لأسر ضحايا هذه الحرائق، داعيًا الله –تعالى- أن يجنب العالم مثل هذه الكوارث والشدائد، وأن يربط على قلوب ذوي الضحايا وأحبائهم، وأن ينعم على المصابين بالشفاء العاجل. وتشهد اليونان منذ الاثنين الماضي أسوأ حرائق خلال عشر سنوات، والتي تسببت في مقتل 81 شخصا، وتم إعلان حالة الطوارئ في منطقة أتيكا المحيطة بالعاصمة اليونانية أثينا، بينما يستعد العسكريون للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق.