هناك عبارة شهيرة يرددها الجميع عندما توجد مشكلة ما او يقع فساد في جهة بعينها كالوزارات والجهات الحكومية وهي :" لابد من تشكيل لجنة تقصي حقائق" وهذه العبارة كفيلة بإفساد التحقيقات نفسها او بمعني اخر "طرمخة التحقيقات " حتي تصبح وكأن لم تكن وربما تكون هذه العبارة هي الحل السحري والمخرج للفاسدين من اي ازمة فساد تواجههم، ولكن علي اي حال فقد أصدرت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب بيانا وطالبت بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق عقب خروجنا المهين من كأس العالم بروسيا بعد الهزائم الثلاث المتتالية وحصولنا علي صفر كبير اشبه بصفر المونديال الذي حصلنا عليه عندما حاولنا بالخطأ ان نقوم بتنظيم كأس العالم علي ارضنا, وكان هذا بالطبع ضربا من ضروب الخيال الذي كنا نتصوره في احلامنا ! ولكن علي أي حال فقد طالبت اللجنة بالبحث في الفضائح التي لحقت ببعثة منتخب مصر في روسيا وكانت محاور التقصي حول تصريحات الكابتن مجدى عبد الغنى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة وتهديده مسئولى الاتحاد بكشف المستور بعد استبعاده من رئاسة بعثة المنتخب بروسيا على خلفية اتهامه بسرقة ملابس المنتخب، وسفره ومرافقته لبعثة المنتخب عقب تلك التصريحات والامر الثاني هو إقامة معسكر المنتخب بمدينة (جروزنى) التى تبعد عن مكان إقامة المباريات، الأمر الذى تسبب فى إرهاق اللاعبين أثناء أدائهم للمباريات نظرا لبعد المسافة فى حين أقامت بقية المنتخبات العربية معسكراتها بالقرب من أماكن مبارياتها! وهو موضوع يثير العديد من التساؤلات التي تحتاج الي التحقيق فيها بشكل جدي! الامر الاخر هو السماح باختراق معسكر المنتخب – قبل خوض مباراة روسيا – من قبل مجموعة من الفنانين ورجال الأعمال وسط غياب تام من مسئولى بعثة المنتخب الأمر الذى أفقد اللاعبين تركيزهم خلال المباراة خاصة مع وجود فنانات وراقصات واعلاميين ودعوة جيل 90 الذي شارك في كأس العالم ! ناهيك عن عدم الالتزام بالاتفاق الذى تم بين البرلمان واتحاد الكرة بتشكيل لجنة مستقلة من مجلس النواب والرقابة الادارية والأمن الوطنى تتولى مسئولية بيع تذاكر مباريات المنتخب فى كأس العالم للجمهور تحقيقًا للشفافية مما أدى إلى بيع تذاكر المباريات بطرق غير مشروعة من اجل جني الارباح الكثيرة بالدولار وفرق العملة مع الجنيه ! كما تسبب الاتحاد فى عدة أزمات للاعب الدولى محمد صلاح من بينها أزمته مع الشركة المالكة لحقوقه التسويقية، حين قام الاتحاد بوضع صورة اللاعب على الطائرة الناقلة لمنتخب مصر لكأس العالم بروسيا بجوار شعار شركة اتصالات منافسة للشركة التى تمتلك حقوق تسويق اللاعب وذلك حين لبى اتحاد الكرة دعوة العشاء الموجهة من الرئيس الشيشانى "رمضان قديروف" والتى على هامشها تم تكريم صلاح ومنحه المواطنة الفخرية مما تسبب فى إثارة الإعلام الإنجليزى ضد اللاعب لوجود خلافات سياسية بين دولة انجلترا وجمهورية الشيشان! بينما مسئولو الاتحاد الكرة المصري كان عليهم الانتباه قبل توريط اللاعب فى أزمة لا ذنب له فيها! والاستفادة من هذا ماديا دون علمه ودون محاسبة المسئول عن هذا الفساد واستغلال صورة محمد صلاح علي منتجات وسلع لا يعرف عنها شيئا مما اثار استياءه واستهجانه قبيل البطولة وصولا الي الاداء السيئ اداريا هناك من عدم القدرة علي ضبط والسيطرة علي افراد البعثة واللاعبين والمشجعين المصريين الذين ذهبوا الي روسيا من الفنانين والاعلاميين ورجال الاعمال الذين اقاموا في فندق اللاعبين والتقطوا معهم صور سيلفي ولقاءات معهم مما اثر علي تركيزهم في الملعب! كما تم اطلاق شائعات كثيرة علي محمد صلاح منها انه سوف يعتذر اللعب دوليا وهو الامر الذي تسبب في مشكلات لصلاح في ناديه ليفربول الانجليزي وهو ما نفاه جملة وتفصيلا وجذرا وفرعا ! لابد من محاسبة جميع افراد اتحاد الكرة والزامهم برد الاموال التي انفقوها دون داع وبالفساد علي انفسهم وذويهم الذين سافروا علي نفقة الاتحاد ان وجدوا ولابد من تدخل الرئاسة في هذا الامر حفاظا علي سمعة مصر عالميا ورياضيا..وينبغي ان تكون هناك آلية اخري للمحاسبة بكل شفافية وتغيير اللجان التي تقوم بتقصي الحقائق واستبدالها بتحقيقات علي مستوي رفيع من قبل النيابة العامة والجهات المختصة حتي تتضح الحقيقة كاملة امام الشعب الذي هو اساس كل السلطات.
