سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرصد الأزهر يسلط الضوء على دور المرأة فى "داعش".. النساء أفضل أداة لنقل أفكار التنظيم المتطرفة.. 44 % من إجمالي المنضمات للتنظيم فرنسيات.. ودورهن التجنيد عبر منصات التواصل الاجتماعي
-مرصد الأزهر يسلط الضوء على دور المرأة فى "داعش" - النساء والأطفال أفضل أداتين لنقل أفكار التنظيم المتطرفة -النساء الفرنسيات يمثلن 44 % من إجمالي المنضماتِ للتنظيم -دور المرأة يشمل تجنيد النساء عبر منصات التواصل الاجتماعي قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه منذُ أنْ ظهر تنظيم "داعش" عام 2014، وهو يحرص على ترسيخ أيديولوجيته في أذهانِ أنصارهِ لضمانِ انتشارِها عبْر الأجيالِ المتعاقبة، لذا أعطى التنظيم أهميةً خاصة للنساء والأطفالِ، "أشبال الخلافة" على حَدِّ تعبيرِه، لكونِهِما أفضل أداتين لنقلِ أفكاره المتطرفة؛ فالدور الرئيس الذي كانت تلعبه النساء في بداية نشأة التنظيم، هو الإنجاب وتلقين أبنائهن الفكرَ المتطرف منذ نعومة أظافرِهِم وكانت تقف مهمتهن عند حد الأعمالِ المنزلية. وأضاف المرصد، فى تقرير له، أنه عندما تُذْكَرُ المرأة تحت حكم التنظيماتِ الإرهابية، تتبادر إلى الأذهان تلك الصورة عن فتيات سبايا ومغْتصَبات ومُنْتَهَكات الآدمية، لكن مع تنظيم "داعش"، حيث يعد حضور المرأةِ أكثرَ بكثيرٍ مقارنةً بغيرِهِ من التنظيماتِ الإرهابية، فبدأت المرأة تكلف بمهام رقابية "كتيبة الخنساء"، ودعائية وقتالية واستقطاب فتيات جديدات للتنظيم، على عكس الاعتقاد بأنَّ مشاركة النساء مع التنظيمِ قائمةٌ في الأساس على "العاطفة"، ما ينفي عنهم "العنف"، فهن زوجات وأمهات من حيث المبدأ. وأضاف المرصد، أن المرأة في الجماعات الإرهابية يتِم استغلالها بطريقةٍ ممنهجةٍ، بخلافِ طبيعتها، لارتكابِ أعمالِ عنف، وهو ما يُفَسِّرُ وجودَ نساء في أوروبا على استعداد لارتكابِ أعمالِ عنفٍ إرهابيٍّ شأنها شأن الرجال. ويشهد دور المرأة تطورًا فاعِلًا داخل التنظيماتِ الإرهابية، فمن إنجاب أجيال تحمل الفكر المتطرف مرورًا بنزعَتِها لحمايةِ نفسها عَبْرَ التآخي مع مَنْ يقمعها من جنس الرجال، ومن ثَمَّ التمادي معه وصولًا إلى الانتقام لهذا القمع مِمَّنْ هو أضعفُ منها حصرًا (النساء الأخريات)، وبالتالي اكتساب مكانة سلطوية للتفوق عليهن. وهناك العشراتُ من النساءِ البلجيكيات المنتميات إلى تنظيم "داعش" يشكلن خطرًا، هذا على الرغم من عدم توفر النية لدى الغالبية منهن للمشاركة الفعلية في مناورات عسكرية إرهابية، حيثُ إنَّ دوافعهن كانت تَكْمُنُ في إطارِ مجموعةٍ من الأسبابِ الأيديولوجية والشخصية كالمشاركة في المشروع الأيديولوجي ل"داعش". وفي فرنسا يتزايد عدد النساء الفرنسيات المنضمات لصفوف تنظيم "داعش" في سوريا، ففي عام 2015، غادر نحو 140 امرأة فرنسية للانضمامِ لصفوفِ التنظيم في سوريا، بينما كان عدد النساء الفرنسيات المنضمات للتنظيم خلال عام 2014م، نحو 100 امرأة فرنسية. كما تمثل النساء الفَرَنْسيات نسبة 44 % من إجمالي عددِ النساءِ المنضماتِ للتنظيم، فالمُجَندات في أغلب الأحيان صغار السن، تَمَّ تجنيدُهُنَّ عَبْرَ شبكةِ الإنترنت، ورحلوا جميعًا للحاقِ بصديق، وفي أغلبِ الأحيانِ بصحبَةِ أطفالِهِم المولودين بفرنسا. ومن خلال استجواب العائدات من نساء داعش تبين أنَّ الانضمامَ إلى المشروع الداعشي هو عبارة عن قضية التزام أيديولوجي، فبالنسبة لهن الانضمامُ ل"داعش" كان وسيلةً لكي يعيشون إيمانهن والخلاص من الظلم الغربي. وعلى أرض الواقع فقد كان لهن دور بالمنزل لكونهن نساء، على غِرارِ الاهتمامِ بالمنزلِ وإنجابِ الأطفال الذين يزعمون بأنهم "أشبال الخلافة"، وهو المتمثل في زرع المذهبية من خلال الاشتراك في تجنيد النساء عبر منصات التواصل الاجتماعي". وتتعرض شهادات تلك النساء العائداتِ للكثير من الفظائع والأهوالِ والعنفِ اليومي: "من رجمٍ لنساء تَمَّ اتهامُهُنَّ بالزنا، إلى مباريات كرة قدم بين أطفالٍ يتقاذفون عوضًا عن الكرة رؤوس بشرية، أو تنفيذ إعداماتٍ وعرضٍ للأجساد للتمثيل بأصحابها". وفي إطار أسري بين زوجين، تروي إحدى زوجات الدواعش أنها قد تعرضت ولمدة ثلاثة أشهرٍ للاغتصاب والعنف من قِبَلِ زوجِها البلجيكي، فقد أُجْليَت إلى فرنسا بعد أن قام زوجها بإلقائِها من النافذة مما تسبب لها بإسقاط الحمل، هذا وإذا كانت قد عادت بعضُ النساء مروعةً من إقامتِهِنَّ مع تنظيم "داعش"، فإنَّ هذا التقرير يُسَلِّطُ الضَّوْءَ على انفصال بشاعة عنف التنظيم، فقد قالت إحدى الأمهات إنها -ودونما الشعور بأيِّ ألمٍ- قد أتاحت لأطفالِها الفرصةَ لمشاهدةِ فيديو إعدام يسلط الضوء على عنف التنظيم.