قالت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة إن الإحصائية التراكمية لاعتداء الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين المشاركين على الحدود الشرقية للقطاع في مسيرة العودة السلمية منذ 30 مارس وحتى الآن وصلت إلى 40 شهيدا و 5511 مصابا بجروح مختلفة واختناق بالغاز. وأضافت الوزارة - في بيان اليوم "الخميس"- "أن من بين الإصابات 3368 إصابة تعاملت معها المستشفيات، و2143 تعاملت معها النقاط الطبية"، لافتة إلى أنه من بين الإصابات 592 طفلا و192 سيدة، وعن درجة الخطورة في مجمل الإصابات، قالت: "أن هناك 143 حالة خطيرة و1710 حالات متوسطة و1515 حالة طفيفة". وعن سبب الإصابات، أكدت لوزارة ، أن هناك 1738 مصابا بالرصاص الحي، 394 مصابا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، 611 مصابا بالاختناق و625 إصابات أخرى، أما عن مكان الإصابات في الجسم، أوضحت الوزارة أن 227 حالة إصابة بالرقبة والرأس، 440 إصابة بالأطراف العلوية، 115 إصابة الظهر والصدر، 142 بالبطن والحوض، 1704 حالات في الأطراف السفلية و740 إصابة في أماكن متعددة. من جهتها..قالت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بغزة الدكتورة عبير عبد الرحمن: "إن مسيرة العودة خرجت لهدف أساسي وهو تأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وعدم التنازل عن هذا الحق مهما بلغت من سنوات التهجير والتشرد في العالم، ومهما بلغت الخسائر البشرية والمادية". وأضافت عبد الرحمن - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "أن مسيرة العودة ورغم سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى إلا أنها حققت عددا من النتائج المهمة والملموسة، أولها دحض مقولة أن الكبار يموتون والصغار ينسون بدليل أن الصغار خرجوا برفقة الكبار تجاه الحدود؛ ليؤكدوا حقهم في العودة في المقابل نجد المستوطنين الذين يقبعون في مستوطنات غلاف غزة هم من هرعوا هاربين بمجرد سماعهم عن خروج مسيرة العودة وهذا يؤكد هشاشة تمسك المستوطنين بالأرض في مقابل ثبات الفلسطينيين واحقيتهم بها رغم تعرضهم لخطر القنص". وتابعت: "أن النقطة الثانية هي التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني ونسيجه الوطني ونضاله خاصة بعد مرور 12 عاما على الانقسام والتي كانت تراهن عليها إسرائيل وكانت تتوقع أن يصبح الفلسطينيون بعد كل هذه السنوات منقسمين ومن المستحيل إجماعهم على قضية واحدة، إلا أن الجماهير خرجت ترفع علما واحدا هو علم فلسطين، وهو ما يؤكد على أن سنوات الانقسام لم نؤثر على النسيج الوطني الفلسطيني". وأوضحت أن ثالث ما حققته المسيرة أنها كانت رسالة للحكومة الإسرائيلية الرافضة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وأن هذا الشعب قادر على تغيير قواعد اللعبة ومازال في جعبته الكثير من الإبداعات في إدارة الصراع مع الاحتلال خاصة بعد أن اعتقد الجانب الإسرائيلي أنه رسم استراتيجية سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية مع الطرف الفلسطيني خاصة في قطاع غزة. ولفتت عبد الرحمن إلى توقيت مسيرات العودة أيضا في يوم الأرض والدعوة إلى استمرارها إلى ذكرى النكبة والذي يتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معتقدة أن استمرت هذه المسيرات بهذا الزخم؛ سيكون لها تداعيات مؤثرة على ما يسمى بصفقة القرن". وأشارت إلى أن الرهان الآن لن يكون على جمعة الغد ولا على الجمعة التي بعدها، لأن جميع الأنظار تتجه إلى يوم ذكرى النكبة، منوهة بأن كافة القيادات الفلسطينية والشعبية والتنسيقية تحاول تكثيف جهودها لهذا اليوم.