شهد اليوم الثالث من مهرجان أبوظبي للجوجيتسو 2018 استعراض لمهارات لاعبات الجوجيتسو المشاركات من كافة أنحاء الدولة، ضمن فعاليات النسخة العاشرة من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، أكبر وأهم الفعاليات بتاريخ رياضة الجوجيتسو على مستوى العالم، في صالة مبادلة أرينا في العاصمة أبوظبي. ويأتي ذلك في إطار بطولة المدارس الوطنية للجوجيتسو ، والتي تتضمن منافسات لطلاب وطالبات المدارس من مواطني الدولة تحت سن 18 عامًا على مدار يومي 18 و19 أبريل، حيث تم تخصيص اليوم الأول للاعبات واليوم الثاني للاعبين، وذلك في إطار تطوير واتباع برنامج الجوجيتسو المدرسي، بهدف رعاية اللاعبين المتميزين ليتمكنوا من متابعة الطريق ورفع راية الدولة في المحافل الدولية. وانطلق اليوم الأول من بطولة المدارس الوطنية للجوجيتسو باستعراض فني من مدربات ولاعبات الجوجيتسو لمهارات وتقنيات الدفاع عن النفس، والذي لاقى إعجابًا وتشجيعًا ضخمًا من الجمهور، نظرًا لكون رياضة الجوجيتسو واحدة من أكثر فنون الدفاع عن النفس حضورًا على مستوى العالم، أثبتن من خلاله أن رياضة الجوجيتسو وسيلة للدفاع عن النفس قابلة للتطبيق داخل وخارج بساط المنافسة. وأثبتت الأعداد الكبيرة للاعبات المشاركات بالبطولة نجاح أهداف اتحاد الإمارات للجوجيتسو الرامية إلى تعزيز ورفع اهتمام المرأة في المجتمع الإماراتي برياضة الجوجيتسو وتشجيعها على المشاركة بشكل فاعل في كافة المحافل الرياضية، بما ينعكس إيجابًا على دورها في المجتمع كعاملة وأم وملهمة . ومن جانبه، أكّد محمد سالم الظاهري، مستشار رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، أن برنامج الجوجيتسو المدرسي يتم بتوجيهات ودعم ومتابعة حثيثة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبدأنا في جني ثماره بالفعل نظرًا لما شهدناه من تألق طلاب المدارس الذين شاركوا في بطولة العالم للشباب 2018 في مارس المنصرم واستطاعوا تحقيق إنجازات ملحوظة والحصول على ميداليات ملونة متنوعة. وقال الظاهري: "على مدار السنوات العشر الماضية، نجحنا في الوصول إلى الآلاف من طلاب المدارس على امتداد أرض الدولة، لنشر هذه الرياضة وتعزيز المشاركة بها، وبناء جيل قوي من أبطال الجوجيتسو، ولقد ظهرت ثمار هذه الجهود جلية، فلا يخفى على كافة الحاضرين اليوم التطور الملحوظ في أداء اللاعبات المشاركات والتقنيات المتقدمة اللاتي استخدمنها في نزالات اليوم، وهو أمر حقًا جدير بالإعجاب. فاليوم نشهد تظاهرة اجتماعية رياضية يتصدرها أبطالنا الناشئين، هم مستقبل رياضة الجوجيتسو وهم أعضاء منتخبنا في المستقبل، ويسعدنا للغاية رؤية أهداف اتحاد الإمارات للجوجيتسو تتحقق من خلال هؤلاء البطلات الواعدات وزملائهن من لاعبي الجوجيتسو، الذين أثبتوا كفاءة وجدارة أبهرت الجميع". وأشار الظاهري إلى التغيرات الملحوظة التي شهدتها المدارس التي أدرجت برنامج الجوجيتسو المدرسي في مناهجها التعليمية، وذلك على المستويات الدراسي والأخلاقي والبدني، الأمر الذي يؤكد جدوى الاستثمار في أجيالنا الصاعدة ونجاح مساعي اتحاد الإمارات للجوجيتسو الرامية إلى بناء جيل قوي وواعد قادر على الدفاع عن وطنه ومكتسباته. وأكد منصور إسحق سليمان عضو مجلس إدارة شركة آفاق، الراعي الذهبي لاتحاد الإمارات للجوجيتسو، أن كل المؤسسات الحكومية والخاصة لابد أن تقوم بدورها الوطني في دعم المواهب الإماراتية لاحتلال مكانة عالية في منصات التتويج بكل الرياضات. وقال: "نحن سعداء بالشراكة مع اتحاد الامارات للجوجيتسو، لأنه من الاتحادات الناجحة والتي تملك رصيدًا كبيرًا من الإنجازات، ورؤية مستنيرة للمستقبل، ويكفينا ان نشعر بأننا جزء من كل إنجاز يحققه الاتحاد، ولا سيما أن رياضة الجوجيتسو تحظى بدعم كبير من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصبحت الرياضة الأكثر انتشارًا في المجتمع، وتأثيرًا على الأجيال الجديدة، كما أنها رياضة تعزز الكثير من القيم الإنسانية، مثل الانضباط والصبر والتحمل والثقة بالنفس". وتابع: "شركة آفاق ترحب بتطوير الشراكة مع اتحاد الإمارات للجوجيتسو، وتقدر الدور الكبير الذي يقوم به الاتحاد مع كافة الشركاء في تعزيز مكاسب الإمارات الرياضية ودعم إنجازاتها في كل المحافل، وتقديم أبوظبي في أفضل صورة للعالم من خلال البطولات التي ينظمها وفقًا لأعلى المعايير العالمية، بما يعكس الوجه الحضاري لدولة الإمارات ويقدم للعالم صورة مثالية عن نهضة وتقدم مجتمعنا". وتعليقًا على التعاون المتواصل لمجموعة 'المسعود‘ مع اتحاد الإمارات للجوجيتسو، قال مسعود أحمد المسعود، رئيس مجلس الإدارة: "لطالما التزمت مجموعة 'المسعود‘ بدعم رؤية أبوظبي حول دعم الشباب ورياضة الجوجيتسو، وهدفها بأن تصبح عاصمة عالمية تستضيف العديد من المنافسات والفعاليات الدولية. ونفخر برعايتنا للمبادرات عالمية المستوى كبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو التي ترمي إلى تعزيز جهود الإمارة في إنشاء مجتمع صحي وشامل تلعب فيه الرياضة دورًا محوريًا". وأضاف: "نسعى نحو دعم تفعيل دور مؤسسات القطاع الرياضي في أبوظبي، ويتمثل ذلك في تقديمنا الرعاية الذهبية لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو للسنة الثالثة على التوالي، وذلك إيمانًا منا بأهمية دور الرياضة في تطور وتقدّم الدولة". وشهدت فعاليات اليوم منافسات قوية قدَّمت من اللاعبات الإماراتيات مستوى متميز وتقنيات لعب تتسم بالعالمية، الأمر الذي يعكس التأثير الفعّال للبرنامج المدرسي الذي تم تطبيقه منذ 2008 في صقل مواهب اللاعبات ورفدهن بالمهارات اللازمة لتعزيز مستوياتهن وتجهيزهن للمشاركة بالمنافسات المحلية والعالمية البارزة، وعلى رأسها بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو. وفيما يتعلق بالدورة 2 الخاصة باللاعبات من 10 إلى 15 عام، فاز بالمركز الأول مدرسة الريف بمجموع 5 ميداليات ذهبية و5 فضية و8 برونزية، أما عن المركز الثاني فكان من نصيب مدرسة الارتقاء بمجموع 4 ميداليات ذهبية و 3 فضية و 4 برونزية، وذهب المركز الثالث لمدرسة حصة بنت محمد، بمجموع 3 ميداليات ذهبية، و5 فضية، و4 برونزية. أما عن الدورة 3 المخصصة للاعبات من 16 إلى 19 عام، فحصل على المركز الأول مدرسة أم كلثوم بمجموع 6 ميداليات ذهبية، وميدالية فضية و5 برونزية، وذهب المركز الثاني لمدرسة الشهامة بمجموع 4 ميداليات ذهبية، و4 فضية، وميدالية برونزية، بينما فاز بالمركز الثالث مدرسة الشيّم بمجموع 3 ميداليات ذهبية وميدالية فضية و3 برونزية. وقالت اللاعبة روضة محمد الظاهري، 14 سنة وزن 63 كغم، حزام أبيض، أنها بدأت ممارسة الجوجيتسو منذ الصف السادس، وتدربت بالمدرسة ضمن برنامج الجوجيتسو المدرسي، وأكدت أنها تعلمت من رياضة الجوجيتسو الكثير من القيم الهامة وعلى رأسها الثقة بالنفس. وأضافت روضة: "بدأت التدريب منذ فترة طويلة للاستعداد لمهرجان أبوظبي للجوجيتسو 2018، وعملت على تحسين نظامي الغذائي وممارسة التمارين الرياضية. وأكثر من شجعني هو والدتي، وأنا افتخر بالمشاركة بهذه البطولة كونها تتزامن مع عام زايد، كما أنني سعيدة للغاية بمستوى تنظيم البطولة وبالمرافق المتوفرة لنا كلاعبات، والتي وفرت لنا بيئة مريحة للمنافسة". أما عن اللاعبة ابتسامة محمد، 14 سنة وزن 48 كغم، حزام أصفر، فقد وجدت برياضة الجوجيتسو الكثير من القيم والمبادئ المتعلقة بالاحترام والمسؤولية ومواجهة التحديات، وأشارت إلى أنها تتطلع إلى الحصول على الحزام البرتقالي عقب هذه البطولة، حيث أنها بذلت الكثير من الجهود للاستعداد لها وعملت بجد للاستفادة من الأخطاء التي ارتكبتها في السابق لتعزيز أدائها والارتقاء بمستواها أمام منافساتها. وشهدت المنافسات إقبال جماهيري واسع من العائلات والمدربات والمعلمات اللاتي قدمن لتشجيع اللاعبات المتميزات، الأمر الذي يعكس الحضور الكبير لرياضة الجوجيتسو وحرص مختلف فئات المجتمع والمهتمين على تشجيع بناتهم وطالباتهم على المشاركة والتألق بهذه الرياضة الفريدة. ويُشار إلى أن برنامج الجوجيتسو المدرسي تم تطويره عام 2008، حيث صُمِّم ليناسب طلاب وطالبات مختلف الصفوف المدرسية، بحيث يتلقى الطلاب درسًا واحدًا كل أسبوع في المدرسة للتدرب على رياضة الجوجيتسو بالإضافة إلى إحدى حصص التعليم الرياضي الإضافية. وتعمل دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي على توفير حصص إضافية لما بعد المدرسة للطلبة المتميزين في هذه الرياضة، وبذلك يمكن للطلبة الراغبين في إحراز المزيد من التقدم في اقتناص الفرصة للتدرب معًا.