أقامت دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع نقابة الدعاة بوزارة الأوقاف حفل تأبين لشهيد الأزهر الشيخ عماد عفت بجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية: "نقتدي في الصبر على مصائبنا بإمام الصابرين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فقد زوجته، وعمه، والفارق بينهما ثلاثة أيام، وفقد من بعده ابنه إبراهيم"، وتوقف باكيا، وواصل كلامه قائلاً: "نتضامن مع رسول الله في قوله إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا عماد لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الرب حسبنا الله ونعم الوكيل سيؤتينا الله من فضله". وتابع المفتي: "قتل علماء الأزهر ليس حادثا مستجدا في التاريخ"، موضحا أن نابليون كان يقتل كل يوم 5 من علماء الأزهر حتى وصل مجمل قتلاهم إلى 1500 عالم كانوا نواة النهضة المصرية، لافتا النظر الى انه اذا كان قتل علماء الأزهر من الفرنساوية مفهوماً؛ فقتلهم على يد أبناء وطنهم غيلة غير مقبول. وشدد المفتي على أن الشيخ عماد كان مشاركاً في الثورة من أول يوم وقد ثار من أجل قضية قدم فيها روحه الطاهرة هى صلاح البلاد وكرامة العباد. وعاد المفتي ليقف بسبب البكاء، واستطرد: "قتلوا ابني وحرقوا كتابي فإنا لله وإنا إليه راجعون"، وتابع كلامه عن الشيخ عماد واصفا إياه ب"الثائر الحق" الذي كان ينزل في ميدان التحرير، وظل يؤم الناس ويعلمهم أمور دينهم إلى أن لقي ربه شهيداً. وأضاف المفتي: "إذا أحببنا أن نلخص عماد عفت في كلمات معدودات فهو "العلم والخلق والعبادة والدعوة في أحسن صورهم"، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف سيبقى منتجاً للعلماء والصديقين والشهداء ما احتاج إليهم الوطن وطلبتهم الأمة. وأشار المفتي إلى أنه حضر الحفل نائباً عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي راعه ما حدث لعلاقته بالراحل، موضحا انه قرر تعيينه بدار الإفتاء عندما كان فضيلته مفتيا للديار المصرية. وحضر التأبين من وزارة الأوقاف الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل أول الوزارة، ممثلا عن الدكتور عبد الفضيل القوصي، وزير الأوقاف، ومئات من أئمة الأوقاف وعلماء دار الإفتاء ومجموعة من طلاب الشيخ عماد عفت.