توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم إلى بانكوك في بداية جولة آسيوية تشمل تايلاند وميانمار وكمبوديا يبرز فيها موضوع حقوق الانسان وتعزيز التعاون الاقتصادي، وهي الجولة الخارجية الأولى له بعد اعادة انتخابه لولاية ثانية في وقت سابق هذا الشهر. وتؤكد الجولة زيادة تركيز أوباما على آسيا في محاولة منه للوفاء بتعهده لتعزيز الاقتصاد الأمريكي خلال ولايته الثانية، وذلك في ظل تأكيد الإدارة الأمريكية على أن الانخراط مع آسيا سيمثل عنصرا محوريا في المستقبل. ويبدأ الرئيس أوباما جولته الآسيوية ببانكوك في تايلاند التي سيصلها في وقت متأخر اليوم الأحد، حيث سيثير موضوع حقوق الإنسان بسبب مخاوف حول حرية التعبير والاعتداءات العسكرية ضد المتمردين في الجنوب وتوفير حماية كافية للاجئين. ولدى وصوله غدا الاثنين إلى بورما، سيكون أوباما أول رئيس أمريكي يزور البلاد التي تخرج من عقود من القبضة العسكرية المشددة، وتسعى حكومتها مؤخرا للتعاطي مع الضغوط الدولية والاستجابة لإجراء إصلاحات ديمقراطية، رغم التحذيرات المستمرة لجماعات حقوق الانسان من أن ميانمار لم تصبح بعد بلدا حرا تماما. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس أوباما مع نظيره البورمي ثين سين والناشطة الديمقراطية الرائدة أونج سان سو كي التي لم يتم إطلاق سراحها سوى في عام 2010 بعد ما يقرب من عقدين من الاعتقال والإقامة الجبرية.. وقد نالت سو كيي جائزة نوبل للسلام لعام 1991 ولكنها لم تتمكن من السفر إلى النرويج لتسلمها سوى هذا العام. ويرى ناشطو حقوق الانسان في منظمة "هيومان رايتس ووتش" أنه كان يتعين على الرئيس أوباما تأجيل السفر إلى ميانمار إلى أن تحرز المزيد من التقدم في مجال استعادة الحريات الأساسية، ونوهت المنظمة بأن ميانمار كان يتعين عليها الذهاب إلى ما هو أكثر من العفو الجزئي بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين واتخاذ إجراءات مباشرة لوقف العنف الموجه ضد الأقليات الإثنية والدينية، وخاصة في غرب البلاد. وفي كمبوديا، سيشارك أوباما في قمة قادة رابطة أمم جنوب شرق آسيا "الآسيان"، كما سيثير المخاوف المزمنة الخاصة بموضوع حقوق الإنسان، ومن المتوقع أن يحث رئيس الوزراء الكمبودي هون سن على إجراء انتخابات حرة ونزيهة ووضع حد لمصادرة الأراضي.