تتجه أنظار أنصار برشلونة، كما جرت العادة في السنوات العشر الماضية، إلى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، عندما تنطلق مباراة الكلاسيكو الشهيرة أمام ريال مدريد، اليوم السبت، في الجولة ال 17 من الدوري الإسباني لكرة القدم. وعبر أعوام مضت، تغير مكان ميسي في الثلث الأخير من تشكيلة فريقه، إلا أنه بقي عامل الحسم الأبرز في ال"بلاوجرانا"، لما يمتلكه من قدرات استثنائية، جعلته واحدا من أفضل لاعبي كرة القدم على مر التاريخ. يعشق ميسي مواجهة ريال مدريد مهما كانت المناسبة، فهو الذي أحرز في مرمى الفريق الملكي 24 هدفا بجميع المسابقات، 16 منها بالدوري الإسباني، ولن يكون غريبا أن يضع مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي خطته لتتناسب مع إمكانيات النجم الأرجنتيني ظهر اليوم، السبت. ويتركز الحديث بشكل كبير على الدور الذي قد يلعبه ميسي في المباراة المقبلة، خصوصا أن تغييرات خططية طرأت على الفريق الكتالوني منذ بداية الموسم لسببين؛ الأول يتمثل في قدوم فالفيردي لتدريب الفريق خلفا للمدرب السابق لويس إنريكي، والثاني يكمن في إصابة الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي الذي كان من المفترض أن يعوّض رحيل البرازيلي نيمار، إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. ويستبعد إلى حد كبير في ظل المعطيات الموجودة أمام فالفيردي حاليا، أن يعتمد برشلونة على خطة اللعب 4-3-3، وهي الخطة التي لجأ إليها الفريق عندما تواجد نيمار في صفوفه، وسمحت للاعبين البرازيلي والأرجنتيني بتبادل المراكز على الجناحين الأيمن والأيسر، مقابل التزام الأوروجوياني لويس سواريز في منطقة الجزاء كمهاجم صريح. لكن نيمار لم يعد موجودا، وبديله ديمبلي مصاب منذ فترة طويلة، وستمنع الإصابة أيضا مشاركة جيرارد دولوفيو، ما يعني أن برشلونة لا يجد أمامه سوى خيار الاستعانة بطريقة اللعب 4-4-2 التي حققت نجاحا لافتا للفريق في المباريات الأخيرة، لاسيما وأنها تساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على سواريز الذي يعاني بدوره من انخفاض طفيف في مستواه هذا الموسم. واستفاد ميسي من اللعب بطريقة 4-4-2، لأن الكثافة العددية في خط وسط فريقه تمنحه حرية أكبر في التحرك كمهاجم، إلا أن ذلك لا يحد أبدا من خطورته في البدء بتنفيذ الهجمات من خلال العودة إلى الوراء واستلام الكرة والبدء في المراوغة التي تمتع الناظرين. وليس معروفا بعد ما إذا كان ريال مدريد سيلعب بمهاجمين أو ثلاثة في خط هجومه، لكن اللعب بأربعة لاعبين في خط وسطه، ربما لا يمنحه فرصة مراقبة ميسي "رجل لرجل"، وهي مهمّة ستكون ملقاة على عاتق الدفاع الذي بدوره لا يحظى بالاستقرار الفني المطلوب منذ بداية الموسم. مشاركة ميسي كمهاجم يدور حول سواريز، ستخلصه نظريا من الرقابة الفردية التي قد يطبقها كاسيميرو أو لوكا مودريتش، إلا أنها قد تضر في الوقت ذاته بعمليات الابتكار في صناعة الألعاب، رغم وجود أندريس إنييستا، أما إذا تأخّر برشلونة في النتيجة مبكرا، فقد يعود النجم الأرجنتيني للعب على أحد طرفي الهجوم، مع إشراك باكو ألكاسير على الطرف الآخر.