فجر انتحاري نفسه الأحد في كنيسة بجزيرة جاوه الاندونيسية وسط مئات المصلين ما أسفر عن مقتل منفذ الاعتداء واصابة 17 آخرين في أكبر بلد إسلامي في العالم من حيث عدد السكان. وصرح الناطق باسم شرطة جاوه، جيهارتونو لفرانس برس أن الاعتداء وقع عند باب كنيسة بيت الإنجيل البروتستانتية في وسط جزيرة جاوه. وذكرت الشرطة في وقت سابق أن شخصين قتلا في الهجوم، إلا انه اتضح لاحقا أن شخصا واحدا قتل هو منفذ التفجير. وشاهد مراسل فرانس برس في الكنيسة جثة قالت الشرطة المحلية إنها تعود للانتحاري. وفقد الرجل الممدد أمام بوابة الكنيسة يده اليسرى في الانفجار لكن بقية جسمه تبدو غير مصابة كثيرا مما قد يوحي بان العبوة كانت ضعيفة المفعول. وقد يفسر ذلك العدد القليل نسبيا من ضحايا الاعتداء رغم ان الانتحاري فجر عبوته وسط مئات المصلين الخارجين من القداس. وفي تصريح لقناة مترو تي.في قالت الشاهدة فاني "رأيت برقا من النار والرجل ممددا على الأرض" وأضافت أن "الناس من حولي كانوا ملطخين بالدماء". وقال احد المصلين يدعو كريستانتو (53 سنة) "انه يوم أحد هادئ تحول إلى مشاهد رعب" مؤكدا ان "الجميع كان يصرخ والكل كان متوترا". ويثير هذا العمل مخاوف من أن تكون حركات إسلامية لا تزال قادرة على ضرب هذا الأرخبيل الواسع الذي يعد 240 مليون نسمة. وتؤكد السلطات تكرارا أنها قضت على الجماعة الإسلامية التي كانت موالية للقاعدة ونسبت إليها خصوصا اعتداءات جزيرة بالي التي أسفرت عن سقوط مائتين وقتيلين في أكتوبر 2002. وقد قتل او اعتقل العديد من قادة الجماعة الإسلامية لكن الخبراء حذروا مرارا من ان مجموعات صغيرة قد تكون ما زالت تنشط. وقد كانت مدينة سولو تعد لمدة طويلة بين سكانها ابو بكر باعشير الإمام الاندونيسي النافذ الذي يعتبر من زعماء التيار المتطرف وحكم عليه في يونيو الماضي بالسجن 15 سنة لأنه دعم مجموعة سرية كانت تعد لاعتداءات على السلطات والأجانب. ولم يتسن التعرف عن هوية الانتحاري الذي نفذ اعتداء هذا الأحد ولا هدفه. وصرح الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يدهويونو لإذاعة الشينتا "لا شيء يبرر هذا العمل غير الإنساني" و"من واجب كل واحد تخطي هذا العمل الإرهابي". ويثير الاعتداء مخاوف من عودة أعمال العنف الطائفية بين المسلمين (90% من السكان) والمسيحيين (أقل من عشرة في المائة) . و ينص دستور اندونيسيا على أن الإسلام ليس دين الدولة و يعترف بحرية الأديان لكن البلاد تشهد بانتظام نزاعات دينية. وفي منتصف سبتمبر أرسل مئات العناصر من القوات شبه العسكرية إلى امبون في جزر الملوك (شمال شرق) بعد مواجهات بين مسلمين ومسيحيين أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى، وقتل خمسة آلاف شخص في تلك المنطقة في أعمال عنف طائفية بين 1999 و2002.