قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية إن الابتلاء هو سنة الحياة الكونية فلا تمر دقيقة إلا وأنت مبتلى فيها إما ابتلاء بشيء تكرهه أو ابتلاء بشيء قد تحبه، فالابتلاء ليس بالشيء المكروه فقط بل المحبوب أيضا، كما في قوله تعالى : " وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ". وأضاف عاشور خلال لقائه وبرنامج " أحوالنا" على فضائية الناس أن رحلة الابتلاء تبدأ من وجود الجنين في بطن الأم فلو إن الجنين دبت فيه الروح واكتشفت الأم أنه دون ذراع أو يوجد به علة معينة فبعد أن دبت فيه الروح تكون رحلة الابتلاء قد بدأت . وتابع عاشور: أن غاية الابتلاء بصفة عامة هي مقياس درجة الصبر والتحمل وقوة الإيمان وأن يكون العبد المبتلى مع الله عز وجل ، وقال تعالى : " وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ" وهذا يعني أن الزوج وزوجته كلا منهما فتنة للآخر وكذلك الأخ لشقيقه فتنة والوالدين والأبناء فتنة والعكس والرئيس ومرؤسيه في العمل فتنة والعامل ورئيسه في العمل فتنة والغاية من ذلك قياس مدى الصبر وتحمل كل طرف الآخر.