زارتني بعد فترة غياب طالت..تلاشت ملامحها منذ زمن بعيد ولم أعد اذكر منها شيئا..كما نحفظ الملامح بين الجوانح تأتي عواصف رملية تحجب الرؤي وتخفي عنا كل شئ وما كان يسكن القلوب يتحول إلي شئ يشبه الرماد..قالت..جئت أزورك بعد ان اشتد بي الحنين. .لم أصدق حنينها ولم تصل إلي قلبي تلك الخفقات الباهتة وهي ترسلها عبر عيونها الشاحبة وبريقها الكاذب..كانت قد انسحبت من حياتي فجأة وبلا مقدمات..لم تعتذر عن شئ.. ولم تشرح اسباب رحيلها أو اختفاءها..افضل دائما ان تنتهي الأشياء بلا جراح. إذا كنت قادرا علي ان اترك خلفي وردة فلماذا يترك البعض جرحا..بعض الناس يفضل دائما ان يترك الضحية غارقة في دماءها فلا هو أوقف النزيف ولا هو ترك كلمة رقيقة لعلها تداوي جرحا أو توقف لحظة الم..لقد اختفت في ظروف غامضة مثل كل حوادث السيارات التي يرتكبها اصحابها ويهربون.. لقد هربت ولم اعرف إلي أين ذهبت..وكما اختفت في دروب الحياة اختفت ايضا من حياتي ولم اعد اعرف عنها شيئا ولا ادري لماذا عادت الآن.. كان وجهها شاحبا وهي تنظر نحوي وكلانا لا يعرف الآخر.. قالت: جئت للإطمئنان عليك ماذا فعلت بك الأيام.. قلت.. هذا انا لم يتغير عندي شئ.. مازلت أؤمن بقناعاتي وافكاري ولم تتغير ملامح وجهي.. اقتحمت طيور الزمن اشياء مني ولكنني اعتقد انها كانت بلا خسائر كبيرة.. وهن البدن قليلا وزارتني هموم كثيرة إلا انني بقيت صامدا.. قالت: والحب الذي كان قلت: انت تقولين الذي كان.. مثل كل الأشياء رحل.. خرج ولم يعد.. قالت ولكنني مازلت احبك.. قلت.. سمعت هذا الكلام كثيرا ولكنني لم اعد اصدق كل ما يقال.. لا اعرف لماذا جئت الأن.. قالت زوجي طلقني وطردني من البيت.. قلت وما ذنبي انا.. قالت.. حبنا القديم.. وابتسمت وانا اصافحها فات الميعاد وماذا افعل مع خطايا الآخرين.. قالت والشهامة.. قلت لا ينفع ان يكون الإنسان شهما في كل الأوقات. نقلاً عن الأهرام