"أبو حذيفة"، "أبو همام الأثري"، "أبو سفيان السلمي"، "أبو حذيفة"، ربما يتصور البعض أنها ألقاب لعدة أشخاص، إلا أنها في الحقيقة تعود لشخص واحد فقط هو "تركي البنعلي"، المفتى الأكبر لتنظيم داعش الإرهابي. وكان التحالف الدولي أعلن، اليوم الثلاثاء، مقتل البنعلي في غارة جوية في 31 مايو الماضي بسوريا. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، ولد البنعلي عام 1984 في البحرين، وتشرب التعليم الديني ودرس على يد عدد من علماء الدين من البحرين شرقا وحتى المغرب غربًا ومن لبنان شمالا وحتى اليمن جنوبا، وتتعدد أسماء المشايخ والعلماء الذين درس عليهم علوم الدين من فقه وعقيدة وغيرها من فروع العلوم الدينية المختلفة معظمهم أسماء بارزة كمنظري الجماعات المتطرفة. وظهرت عليه بوادر التشدد منذ فترة مبكرة ففي عام 2005 تم القبض عليه في دولة الإمارات وأوقف ثم رحل إلى مملكة البحرين بعد منعه من دخول الإمارات. وارتبط فكريا بتنظيم القاعدة وبدأ يتأثر بشخصياتها وقياداتها وبدأ يتموضع بشكل قوي في أوساط الشباب المتدين في البحرين إلا أن مملكة البحرين كانت صارمة في تعاملها مع المنتسبين للجماعات المتطرفة، ففي ال31 من يناير الماضي احتل تركي البنعلي المرتبة 17، ضمن قائمة ضمت 72 بحرينيا اتخذت الحكومة قرارا بإسقاط جنسياتهم. ووفقًا لشبكة "سكاي نيوز"، فإن منصب البنعلي في داعش كان " المفتى الشرعي العام للتنظيم"، ويوصف ب"استراتيجي داعش" والعقل المدبر للتنظيم. وصعد نجم تركي البنعلي بقوة في سماء داعش فقد ترأس جهاز الحسبة في التنظيم بعد بسط نفوذه على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وقيل إن التنظيم وجّه البنعلي أو أبو سفيان السلمي كما يلقب في كثير من الأحيان لتجنيد العلماء، إلا أن الأكيد أن البنعلي يحتل مرتبة متقدمة في التنظيم، حيث كان مفاوضا عن داعش حول الرهينة الأمريكية كاسيج، بحسب "الشرق الأوسط". وكان البنعلي واحدا من أبرز أعضاء التنظيم، وظهر مرارا في تسجيلاته المصورة التي تحث على القتل والإرهاب. وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن البنعلي خضع لعقوبات أمريكية لمساعدته التنظيم في تجنيد مقاتلين أجانب.