قاومت ولم أفلح.. قاومت نفسي ونازعتها في الكتابة بشأن تصريحات تميم قطر وحكومته الأخيرة وما أثارته من استياء كبير في الأوساط الخليجية، خاصة الإساءة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والكاريكاتير غير اللائق وتواصل الحرب الاعلامية وسخونتها. وتشاء الظروف أن يرسل لي صديق من البحرين نسخة من تصريحات للمغفور له الشيخ زايد (حكيم العرب) للصحف القومية المصرية، ومنها "الأهرام"، تحدث فيها الشيخ زايد رحمة الله عليه عن الاستفزازات القطرية من أيام حمد الأب ووزير خارجيته وقتها جاسم آل ثان في أعقاب إطاحة حمد بوالده خليفة وكان وقتها يهاجم الإمارات والشيخ زايد لكرمه ومروءته واستضافته عددا كبيرا من حاشية الشيخ خليفة، الأب الذي أطاح به ابنه حمد، وتكررت بذاءات جاسم وقتها ضد الإمارات والشيخ زايد لرفضه التام تسليم أي من رجال وحاشية الشيخ خليفة لنخوته ورجولته ورفضه لطلبات حمد. وأنقل لكم نصا ما جاء على لسان المغفور له الشيخ زايد نقلا من جريدة "الأهرام"، والغريب أن الشيخ زايد من عشرين سنة حذر من خطورة الدول التي تأوي الإرهابيين وتمول الإرهاب لتخريب الدول العربية وطبعا منها قطر، وهو ما كرره السيسي في القمة الأمريكية العربية الإسلامية بالرياض من أيام قليلة.. ونعود لتصريحات المغفور له الشيخ زايد من أكثر من عشرين سنة عن حكام قطر.. (والأصل موجود عندي لمن يريد الاطلاع عليه): شن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية، هجوما حادا على البذاءات القطرية ضد مصر وردا على سؤال عن البذاءات القطرية ورأيه فيمن يعملون على شق الصف العربي مثل وزير خارجية قطر (جاسم آل ثان وقت أن كان حمد أميرا) قال الشيخ زايد: "لا أريد لمصر بمكانتها أن تقف لتواجه مثل هؤلاء الناس.. بل ترحمهم وتعلمهم كيف يتكلمون وأنه لا يمكن مقارنة شعب مصر العظيم بحجمه وتعداده (65 مليون نسمة وقتها) ومصر بمكانتها ووزنها وثقلها لا يمكن مقارنتها بمن لا يزيد عدد سكانها عن نزلاء فندق واحد، وتحدث الشيخ زايد الله يرحمه بحكمته المعروفة عنه: أن الإمارات سبق لها وتصدت لوزير خارجية قطر مشيرا إليه بذلك الشخص عندما طالبنا بتسليم بعض رجال الأمير السابق الشيخ خليفة بن حمد كانوا يقيمون بالإمارات.. يقصد وزير خارجية قطر السابق الذي أساء لدولة الإمارات بسبب استضافتها لرجال الشيخ خليفة آل ثان. وقال الشيخ زايد رحمة الله عليه: "قمنا بالرد الحازم على هذا الشخص وقررنا عدم التعامل معه"، وقال حكيم العرب إنه "رغم ذلك مازلنا نمد أيدينا للمصالحة العربية وإمكانية تحقيقها". ودعا الشيخ زايد من أكثر من عشرين عاما (أيام أزمة غزو صدام حسين للكويت) إلى ضرورة تكاتف الدول العربية لمواجهة مخاطر الإرهاب وتحدث عن إمكانية حل الأزمة الكويتية العراقية بالحوار وقال: "نحن مسلمون ويجب أن نتسامح مع بعضنا البعض ويجب أن يتجاوز الأخ عن خطأ أخيه وغير ذلك لا يجوز (يقصد صدام حسين) وأكد على ضرورة اتحاد الدول العربية لمواجهة المخاطر والإرهاب وأشار إلى تصالح الغرب (أوروبا) مع ألمانيا وتشكيل الاتحاد الأوروبي. ودعا حكيم العرب الشيخ زايد إلى ضرورة تعاون جميع دول العالم لمواجهة ظاهرة الإرهاب والعنف بجميع أشكاله وصوره ووقف التعاون مع أي دولة تأوي الإرهابيين (مثل قطر الآن) الذين يخربون الدول العربية. رحمة الله على حكيم العرب الشيخ زايد آل نهيان وبعد نظره، فكل ما تحدث عنه من مخاطر تحققت الآن ورأينا السيسي يذكر ما قاله الشيخ زايد من عشرين سنة عن ضرورة معاقبة الدول التي تساعد الإرهابيين وتمولهم وتأيهم وتقدم لهم الدعم المادي وتفتح لهم معسكرات تدريب لتخريب الدول العربية، بالإضافة إلى المنابر الإعلامية، وهو ما تقوم به قطر وتركيا الآن، وهو ما طالب به السيسي خلال كلمته في القمة الأمريكية العربية الإسلامية من أيام قليلة. ما أحوجنا الى حكمة الشيخ زايد.. ما أحوجنا إلى رشادة وعقل واتزان ومروءة هذا الرجل.. وكان الله في عون السيسي وسلمان وأبناء زايد في تحمل المسئولية لحماية أوطاننا من التخريب والتقسيم المراد له على أيدي قلة ضالة تملك بعضا أو كثيرا من المال والغاز والنفط وتريد أن تقسم الدول العربية إلى فسيفساء (تنفيذا لمخطط ابن جريون وهو ماجاء في كتابه من عشرات السنين)، حمانا الله من بذاءات جاسم وحمد وتميمه ومخططاتهم التخريبية لتقسيم وتفتيت الدول الوطنية والكيانات العربية الصامدة، وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات لصالح أهداف صهيونية كانت أم فارسية شيعية.. والله المستعان.