قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إنه انتشرت في الآونة الأخيرة فتوى تحذيرية تحرم على الناس بعض الأدعية من الكلمات الدارجة على ألسنة شعب من الشعوب. وأوضحت «شاهين» ل«صدى البلد»، أنه انتشر فى مصر تحريم دعاء «الله يخليك» وفى بلاد الشام مثلا كلمة «تؤبرنى»، منوهة بأن أصحاب الفتوى التحريمة ادعوا أن «الله يخليك» دعاء على الإنسان أن يتركه الله ويتخلى عنه، وأن قول الشوام «تؤبرني» أى «تقبرنى» دعاء على النفس بدخول القبر. وأشارت إلى أن البعض ادعى أن الغلاء والشقاء الذى حل بهذه الشعوب بسبب هاتين الكلمتين، «الله يخليك»، و«تؤبرنى»، متهكمة على ذلك، قائلة: «يعنى لو بطلناهم الدنيا هترخص والحرب تنتهى». ووجهت رسالة إلى من يحرمون هاتين الكلمتين، «الله يخليك»، و«تؤبرنى»، قائلة: «شهوة التحريم تقتلكم وتجعلكم تفتشون عن أي شيء لتحرموه على الناس وهذه الأدعية أو الكلمات والألفاظ من أمثال الشعوب التى تميز شعبًا عن شعب من ألفاظهم الدارجة التي فى ظاهرها الدعاء بالشر وحقيقتها الدعاء بالخير أو التنبيه على أهمية الكلام. وأكدت أن مثل ذلك قد استخدمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من كلام العرب الدارج وألفاظهم المتعارف عليها بينهم والتي يوحى ظاهرها بخلاف المقصود منها فقد قال لأم سلمة «تربت يمينك» وظاهر المعنى التصقت يمينك بالتراب كناية عن شدة الفقر والمقصود انتبهى وافهمى، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- للشباب «فاظفر بذات الدين تربت يداك» والظاهر تخسر وتفتقر والمقصود أنك تفوز وليس المقصود العكس، وكذلك استعمل النبى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ألفاظ العرب الدارجة مثل قوله لمعاذ ولأبي ذر «ثكلتك أمك» والظاهر الدعاء عليه بالموت والمقصود عكس ذلك الدعاء له بالخير. وأفادت بأن قول المصريين «الله يخليك» وإن كان ظاهره أن الله يتركك أو يتخلى عنك، لكن المعنى المقصود أن الله يبقيك أي الدعاء بطول العمر.
