قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر إن التعددية الفكرية هي السمة الرئيسة لفكر الأزهر الشريف ، ومنهجه في كافة التخصصات العربية والشرعية تقوم على هذا المبدأ وهذه التعددية هي التي تثقف الطلاب الدارسين وتجعل لديهم الاستعداد لتقبل الآخر. وأضاف أن تعدد المذاهب الفقهية لا يمثل مشكلة؛ لأن هناك أساسيات متفق عليها بين كافة المذاهب الفقهية فكلها تتفق علي أن الله واحد وأن أركان الإسلام محصورة في خمس أركان وعلي أن بعض الممارسات محرمة في الشريعة الإسلامية كالقتل والسرقة وغيرها وكل ذلك متفق عليه بين المذاهب المختلفة، أما الخلاف فلا يكون إلا في المسائل الفرعية التي لا تضر بل تيسر علي الناس أمور حياتهم. وأوضح وكيل الأزهر خلال استقباله وفدا من الدارسين بكلية الدفاع البريطاني بمقر مشيخة الأزهر أن الدراسة بالأزهر بهذه الطريقة تعلم الطلاب التعددية بأنواعها الدينية والفكرية والثقافية ، و كل شخص من حقه أن يؤمن بما يشاء لكن ليس من حقه أن يفرض ذلك علي غيره؛ لذا لا يجد الأزهر مشكلة أو غضاضة في التعامل مع الكنائس الشرقية والغربية فالأزهر يؤمن أن أصحاب الديانات يستطيعون أن يعملوا معًا من أجل تحقيق السلام ويبقى الحساب والمعتقد لله وليس لأحد من البشر أو لدين دون آخر. وتابع : لدينا عمل مشترك مع الكنيسة فعندنا كيان فريد اسمه بيت العائلة أسسه الإمام واستجابت إليه الكنائس وذلك عقب أحداث مؤسفة تعرض لها الشعب المصري، هذه التجربة يوجد بها 10 لجان مختلفة وتم إنشاء أكثر من فرع في محافظات مصر وجاري استكمال فروع باقي المحافظات، نتيجة لنجاح التجربة، بل هناك بعض الدول طلب من الأزهر الاطلاع على التجربة لدراستها ونقلها إلي بلادهم، ونسعي حاليا لإنشاء بيت للعائلة العالمية بعد نجاح التجربة محليًا، وهو ما دعي إليه بالفعل مؤتمر الأزهر العالمي للسلام. وأكد شومان إن رأي الأزهر واضح وصريح فهو ضد كل صور التطرف والإرهاب ومن يدعمهما فكريا وماديا ، ويواجه هذه الظاهرة بقوة من خلال المواجهة الفكرية المباشرة بحصر الشبهات وتفنيدها وإبطال مزاعم أصحابها.