- أوكيناوا: آخر معارك الحرب انتهت 21 يونيو 1945 - ضرب اليابان ل ميناء بيرل هاربر غير مسارات الحرب - مدن بكاملها تم تدميرها وفقدت أوروبا 70% من البنية التحتية على أراضيها - الحرب كانت بمثابة إعلان نهاية بريطانيا كقوى عظمى - تشرشل عقب سيطرة السوفييت على شرق أوروبا:"قتلنا الخنزير الخطأ" تحل اليوم ذكري انتهاء الحرب العالمية الثانية التي وضعت أوزارها في مثل هذا اليوم عام 1945، بإعلان ألمانيا استسلامها أمام قوات الحلفاء، لتغير الحرب الأوسع في التاريخ الخريطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالم، وليعلن بعدها تأسيس منظمة الأممالمتحدة لتعزيز التعاون الدولي ومنع الصراعات في المستقبل، ولتكرس الدول المنتصرة في الحرب: الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي والصين والمملكة المتحدةوفرنسا مكاسبها عبر انفرادها بمقاعد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. شاركت في هذه الحرب، الغالبية العظمى من دول العالم منها الدول العظمى في حلفين عسكريين متنازعين هما: قوات الحلفاء، ودول المحور، كما أنها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا، وقد وضعت الدول الرئيسية كافة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي. تميزت الحرب العالمية الثانية بعدد كبير من القتلى المدنيين، القصف الاستراتيجي الذي أودى بحياة حوالي مليون شخص، ومنه القنبلتان الذريتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي، أدت الحرب إلى وقوع ما بين 50 و85 مليون قتيل حسب التقديرات؛ لذلك تعد الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية. وبرزت الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي كقوتين عظميين على الساحة الدولية، وانحسر نفوذ القوى الأوروبية، ومهد ذلك الطريق للحرب الباردة والتي استمرت في السنوات ال46 التالية للحرب العالمية الثانية. أما الدول الكبرى الأوروبية فقد تضاءل نفوذها، وبدأت حركات الاستقلال في آسيا وإفريقيا، واتجهت الدول التي تضررت الصناعة فيها إلى إصلاح وضعها الاقتصادي، أما على الصعيد السياسي في أوروبا، فقد بدأت مرحلة تكامل، سعيًا لتجنب العداوات التي سببت اندلاع حربين عالميتين باحثة عن هوية مشتركة للأوروبيين. وسجلت ذاكرة التاريخ إعلان الإمبراطورية اليابانية الحرب على الصين في 1937 كشرارة أولى لاندلاع الحرب، التي بدأت فعليًا في 1939 باجتياح ألمانيا لبولندا ثم إعلان الحرب عليها من فرنساوبريطانيا، وعليه تشكلت نواة التحالفات العسكرية الكبرى في حلف المحور الذي ضم إلى جانب ألمانيا كلًا من إيطاليا واليابان، بينما تشكل في المواجهة تحالف الحلفاء الذي ظل قاصرًا لعدة سنوات على فرنساوبريطانيا ودول الكومنولث، حتى توسع بعد ذلك بانضمام روسيا ومن بعدها الولاياتالمتحدة. كانت نفقات الحرب باهظة جدًا، وهو ما اضطر العديد من الدول الأوروبية المشاركة فيها إلى الاقتراض، كما كانت الخسائر المادية كبيرة، بعدما أصاب الدمار المساكن والمصانع ووسائل النقل والمزارع، وانقلبت دول أوروبا من دول مصدرة إلى دول مستوردة، ففقدت مكانتها القوية لصالح الولاياتالمتحدة التي تمكنت من تجاوز الصعوبات الاقتصادية لأزمة الثلاثينيات. لم تقف حدود الخسائر عند إزهاق أرواح الملايين أو حتى خسارة المليارات لكنها تجاوزتها إلى تعديات خطرة على حقوق الإنسان، كما نتج عن انشغال الآباء بالحرب مشكلة هائلة في الحياة العائلية، فانخفضت نسبة المواليد مقابل ارتفاع الوفيات، إضافة إلى المشكلات الاجتماعية المترتبة على كثرة عدد المشوهين والمشردين اليتامى والأرامل، وتفشي البطالة. دخول الولاياتالمتحدة غير مسار الحرب قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدا بالولاياتالمتحدة وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان، وعلى إثره، قررت اليابان ضرب ميناء "بيرل هاربر" في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولاياتالمتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامنا مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا، وإندونيسيا، والفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورا في أيدي القوات اليابانية بأنه "من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق". دأبت الولاياتالمتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولاياتالمتحدة بقيادة الجنرال "دوجلاس مكارثر" بالهجوم ومحاولة استرجاع "غينيا الجديدة"، وجزر سليمان، وبريطانيا الجديدة، وإيرلندا الجديدة والفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولاياتالمتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدت حدة الضغوط باحتلال الولاياتالمتحدة للجزر المتاخمة لليابان. استيلاء الحلفاء على جزيرتي "إيوجيما" و"أوكيناوا" اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمة مهاجمة "منشوريا"، وتعتبر معركة أوكيناوا التي انتهت في 21 يونيو 1945 هي آخر المعارك الكبيرة في الحرب العالمية الثانية. دمرت مدنا بكاملها وأحدثت خسائر بشرية كبرى، فقد استعملت في الحرب مدافع ثقيلة وقنابل بكثافة حيث بلغ ضحايا الحرب (قتلى، جرحى، مشردين) أكثر من 80 مليون نسمة وأدت بالتالي إلى نقص كبير في اليد العاملة وتدني الولادات وتغيير هرم الأعمار للدول. أما الآثار الاقتصادية فتتمثل في تراجع القوة الاقتصادية لأوربا المدمرة لصالح الولاياتالمتحدة فكثرت مديونيتها، وانخفضت قيمة عملاتها وارتفعت أسعار السلع فيها وذلك نتيجة تحطم البنية الإنتاجية من طرق مواصلات وأراض زراعية. عالم من الخراب في نهاية الحرب، كان هناك ملايين اللاجئين المشردين، انهار الاقتصاد الأوروبي ودمر 70% من البنية التحتية الصناعية فيها. ويرى العديدون أن نهاية الحرب العالمية الثانية كانت نهاية بريطانيا كقوة عظمى في العالم، وبداية لتحول الولاياتالأمريكيةالمتحدة والاتحاد السوفييتي لأكبر قوتين في العالم. كانت الاختلافات تتنامى بين هاتين القوتين قبل نهاية الحرب، وبانهيار ألمانيا النازية تدنت العلاقات بينهما إلى الحضيض. في المناطق التي احتلتها قوات الحلفاء الغربية، تم إنشاء حكومات ديمقراطية؛ وفي المناطق المحتلة من قبل القوات السوفييتية، من ضمنها أراضي حلفاء سابقين كبولندا، أنشئت حكومات شيوعية وصفت بأنها شكلية، واعتبر البعض وخاصة في تلك الدول الشرقية بأن ذلك خيانة من قبل قوات الحلفاء لهم. وكان الكثيرون في الغرب قد انتقدوا ذلك معتبرين بأن معاملة روزفلت وتشرتشل لستالين وكأنه حليف ديمقراطي ولاموهم لتعاملهم مع ستالين في إيطاليا بذات الشكل من المهادنة الذي عومل به هتلر قبل الحرب، وبالتالي عدم تعلمهم من الخطأ السابق وتسليمهم شرق أوروبا للشيوعيين.