أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الله تعالى أرسل سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، إلى الناس كافة، ليعلمهم أمور دينهم ويكون لهم قدوة حسنة، والمثل الأعلى الذي يحتذى به في جميع شئون حياتهم. وقال «هاشم» خلال تقديمه برنامج «قراءات في كتب السُنة» على فضائية «الناس»، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان كثير الشكر والاستغفار لله تعالى رغم أنه مغفور له، مشيرًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بكى عند نزول قول الله تعالى: «إنَّ في خلْقِ السماواتِ والأرضِ واختِلافِ اللّيل والنّهارِ لآياتٍ لأولي الألباب الّذين يَذكُرونَ اللهَ قِيامًا وقُعُودًا وعلى جنُوبهم ويتَفكّرُونَ في خَلْقِ السّماواتِ والأرضِ ربّنا ما خَلقْتَ هذا باطِلًا سُبحَانَكَ فقِنا عذَابَ النّار» (190 -191 من سورة آل عِمران) واستدل بما حديث أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبكت ثم قالت: «كان كل أمره عجبًا، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي، فاضطجع بجنبي حتى مس جلدي جلده، ثم قال: يا عائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله: والله إني لأحب قربك وأحب هواك- أي أحب ألاّ تفارقني وأحب مايسرك مما تهواه. قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكى في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي فقال يارسول الله: مايبكيك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة هذه الآيات، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: «إنَّ في خلْقِ السماواتِ والأرضِ واختِلافِ اللّيل والنّهارِ لآياتٍ لأولي الألباب الّذين يَذكُرونَ اللهَ قِيامًا وقُعُودًا وعلى جنُوبهم ويتَفكّرُونَ في خَلْقِ السّماواتِ والأرضِ ربّنا ما خَلقْتَ هذا باطِلًا سُبحَانَكَ فقِنا عذَابَ النّار»..[190 -191 من سورة آل عِمران].