خلال السنوات الأخيرة كان منزل الكابتن غزالي بالسويس قبلة المثقفين والمسئولين والأهالي الذين رصوا على الاطمئنان على صحته خلال سنوات مرضه التي امتدت قرابة 4 سنوات، انتهت بوفاته صباح اليوم الأحد، عن عمر يناهز 89 عاما. مرض الكابتن غزالي كان محط اهتمام المسئولين، ففي فترة مرضه الأولى عام 2013 وافق المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، على طلب اللواء سمير عجلان، محافظ السويس، بعلاج الكابتن غزالى، رائد فن المقاومة الشعبية بالسويس ، على نفقة القوات المسلحة بمستشفى المعادى. واستقرت حالة الكابتن غزالى بعد أن أجرى عملية قسطرة فى القلب وتركيب دعامتين، إلا أن المرض عاوده رة أخرى بعدها بعام، فظل في بيته يستقبل محبيه والمسئولين والمثقفين الذين حرصوا على الاطمئنان عليه. كان اللواء أحمد حلمي الهياتمي محافظ السويس حريصا على زيارة كابتن غزالي شاعر المقاومة الشعبية بمنزله بعمارات اللوكس بمنطقة الغريب بحي السويس للاطمئنان علي صحته والتطرق إلى الحديث حول خطة تطوير السويس وذكريات الحروب. أما المثقفون والأهالي كانوا حريصون على زيارتها، فيتحدثون عن ذكريات حصار السويس وفرقة ولاد الأرض التي اسسها كابتن غزالي والتي كانت تجوب محافظات مصر لرفع الروح المعنوية للمصريين المدنيين والجنود علي جبهة القتال ودور المقاومة الشعبية وكفاح أبناء مدينة السويس الباسلة من الفدائيين وأعضاء منظمة سيناء العربية الفدائية والشهداء الابطال في الدفاع عن مصر والسويس ضد العدو ونصر السادس من أكتوبر ومعركة الاربعين في24 أكتوبر 1973. كان الكابتن غزالى دائما يبدي سعادته الغامرة بهذه الزيارات والتى لا تخلو من الحديث عن رأيه فيما يمر به الوطن من أحداث، متطرقًا لذكريات الماضي وما مر به هو زملائه منذ الاحتلال الإنجليزى لمصر مرورًا بثورة يوليو ثم تكوين فرقة "أولاد الأرض" وحتى الآن. لا يصمت الكابتن غزالي طويلا في لقاءاته ولا يقاوم إلحاح زواره بسماع قصيدة من قصائده خاصة قصيدة "يا مصر يا ندهتى فى الديق" فكان يسرد ويعلو صوته بها قائلا: يا مصر يا ندهتى فى الديق وغنوتى ع الريق عاشقك حقيقى عاشقك أمل وطريق نقشك على زنودى بيارق نصر مهما تدور الدواير الكل فانى وأنتى اللى باقية يا مصر يعد الشاعر المجاهد محمد أحمد غزالي واحد من رموز العامية المصرية، وهو ومؤسس فرقة أولاد الأرض الذى قاومه الاحتلال الإسرائيلى بالسويس ومدن القناة بالغناء على السمسمية لرفع الروح المعنوية للجنود والمقاومة الشعبية منذ نكسة 1967 حتى انتصار أكتوبر 73 ومن أشهر أغنياته "فات الكتير يا بلدنا" كما كان صديقًا مقربًا للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، وكان قد شاركه فى أغنية يا بيوت السويس.