نبه رئيس"التحالف الوطني" العراقي عمار الحكيم إلى مخاطر قد تتعرض لها البلاد عقب هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي عسكريا في ظل وجود احتمالية لوقوع عمليات إرهابية بمرحلة مابعد القضاء على داعش عقب تحرير الموصل وماتبقي من الأراضي العراقية. وقال الحكيم - خلال رئاسته اجتماع وفد التحالف الوطني مع أعضاء الحكومة المحلية في محافظة المثنى جنوبي العراق اليوم "الأحد"- إن الحفاظ على دماء العراقيين أهم وأعظم من صراخ الطائفيين هنا وهناك، مشيرا إلى الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة العراقية في جبهات القتال داعش في مرحلتها الأخيرة لإنهاء داعش. وأضاف: أن مرحلة ما بعد الانتصار على داعش تكتنفها تحديات، إن العدو المختفي أخطر من الظاهر، وعلينا ان نستعد لمرحلة ما بعد التحرير، مما يستلزم المزيد من التفاهم بين القوى السياسية والمجتمعية وفتح صفحة جديدة، حفاظا على دماء العراقيين، وأن تحقيق الأمن مسؤولية الجميع.. محذرا من إثارة المشكلات مابين العشائر في المثنى. وأشار إلى أن المواطنين العراقيين يريدون من السياسيين ان يتوحدوا لتقديم الخدمات في ظل الأزمة المالية الراهنة بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا ، لافتا إلى أن قيادة "التحالف الوطني" عكفت لمدة ستة أشهر على تشكيل الهيئات واللجان التخصصية وعقد الاجتماعات من أجل وضع رؤية لتحقي الوحدة الوطنية مما ينعكس ايجابيا على أداء الحكومات المحلية. ولفت رئيس التحالف الوطني إلى أن "بادية السماوة" في محافظة المثني بها ملايين الدونمات الصالحة للزراعة وتطفو على بحيرة كبيرة من المياه الجوفية الصالحة للشرب والزراعة، ومن الممكن ان تكون المحافظة سلة غذائية للعراق والمنطقة إذا استطاعت المحافظة جلب شركات استثمارية كبيرة لاستصلاح الاراضي واستغلال المياه الجوفية. تجدر الإشارة إلى أن "التحالف الوطني" هو الأكبر في مجلس النواب العراقي حيث يمتلك 185 مقعدا في البرلمان من إجمالي 328 مقعدا، وأعلن عن تشكيله إبراهيم الجعفري في 24 أغسطس 2009، وغالبية أعضائه من التيارات الشيعية مثل حزب "الدعوة" وتمثله في البرلمان كتلة "دولة القانون" والمجلس الأعلي الإسلامي وتمثله "المواطن" والتيار الصدري وتمثله "الأحرار" وحزب الإصلاح ومنظمة "بدر" والمؤتمر الوطني العراقي وحزب الفضيلة وكتلة التضامن وتجمع العراق المستقل. يذكر أن رئيس "التحالف الوطني" سبق ان بحث مع رئيس بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق "يونامي" يان كوبيش مشروع "التسوية الوطنية" لتحقيق المصالحة بين المكونات العراقية، ودعا إلى دعم التسوية كخيار وحيد للعراق في مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم "داعش"، وعرض الحكيم على كوبيش نتائج زيارات وفد التحالف إلى الأردن وإيران، وقام بزيارة أربيل والسليمانية والتقي القوي السياسية الكردية، وقال: إنه سيتم تنظيم زيارات قادمة لوفد التحالف لدول بالمنطقة لبحث مسار التسوية.