أكد وزير الخارجية الصيني وانج يي أنه اتفق مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون على مواصلة تعزيز التعاون بشأن القضايا الساخنة مثل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية وأفغانستان وسوريا، وكذلك على السعي لحل أية قضايا أو خلافات والحفاظ على الاتصال والتنسيق الوثيق في إطار الآليات متعددة الأطراف مثل الأممالمتحدة، ومجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك). وقال وانج يي- في تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب لقائهما في بكين اليوم السبت - إن العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة تتحرك وتتطور في اتجاه إيجابي بفضل الجهود المشتركة من الجانبين، منوها بالمحادثة الهاتفية التي كان أجراها قادة البلدين في الشهر الماضي والتي ساهمت في وضع الأساس لتطوير العلاقات. وأضاف أن لقاء اليوم تناول أهمية التنسيق لعقد قمة صينية أمريكية ناجحة ومثمرة، مشيرا إلى أن هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر بين الصينوالولاياتالمتحدة، مؤكدا أن هذا شيء طبيعي، ولكن يجب التعامل مع القضايا الحساسة والخلافات بطريقة بناءة. وأوضح أن البلدين ستجريان حوارا رفيع المستوى وستعززان التعاون على الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والتجارية، وفي مجموعة واسعة من المجالات من ضمنها إنفاذ القانون والتبادلات الشعبية، مشيرا إلى أن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينيةالأمريكية هو المنفعة المتبادلة، لذا يتعين على الجانبين توسيع التعاون التجاري والاستثماري، والتعامل بالشكل المناسب مع الاختلافات التجارية وغيرها، لتحقيق وضع مربح للجانبين. وشدد على أهمية العلاقات بين بكينوواشنطن، وعلى ضرورة الحفاظ على التنمية الصحية والمستقرة لتلك العلاقات؛ لأن هذا يتفق تماما مع المصالح الأساسية للشعبين ويصب في مصلحة المجتمع الدولي، مضيفا أن الجميع متفقون على الحاجة لمواصلة تعزيز الاتصالات والتعاون والثقة المتبادلة سعيا وراء تحقيق تقدم أكبر في العلاقات بين البلدين، والتي يجب أن تقوم على أساس الالتزام بمبادئ عدم الصراع، والاحترام، والتعاون المتبادل والفوز المشترك لشعبي البلدين وشعوب العالم كافة. وكان وانج قد أكد- خلال محادثاته مع تيلرسون- أن الصين مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الولاياتالمتحدة لتنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح موقف الصين المبدئي بشأن عدد من القضايا الهامة مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، مؤكدا أنه يتعين على الجانبين احترام المصالح الجوهرية والمخاوف الرئيسية لكل منهما والتعامل بالشكل المناسب مع القضايا الحساسة ومنع الوضع الشامل للعلاقات بينهما من أن تتأثر دون داع. ومن جانبه، نوه وزير الخارجية الأمريكي بالإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل نحو 40 عاما، مضيفا إنه وفي ظل الأوضاع الدولية المتغيرة، فإن هناك حاجة لتحقيق تعاون أوثق بين البلدين، معربا عن استعداد واشنطن للعمل مع بكين لاستكشاف المزيد من مجالات التعاون القائم على عدم الصراع، وعلى الاحترام المتبادل والفوز المشترك. وأكد على تمسك واشنطن بسياسة "الصين الواحدة" وأهمية التعاون بشكل وثيق مع الصينيين في مختلف المجالات مثل المجالات الأمنية والدبلوماسية والاجتماعية والإنسانية، وكذلك حيال تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، وإنفاذ القانون. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ حيث أكد وانج يي معارضة الصين لنشر الولاياتالمتحدة للدرع الصاروخي "ثاد" في كوريا الجنوبية.
