قال شهود ومصادر من عائلة جندي أردني أدين بقتل سبع تلميذات إسرائيليات أنه أُطلق سراحه بعد أن قضى 20 عاما في السجن مع احتفاء أردنيين كثيرين بالإفراج عنه والذين وصفوه بأنه بطل قومي . ونُقل أحمد الدقامسة (45 عاما) إلى منزل أسرته في قرية إبدر قرب مدينة إربد في شمال الأردن حيث كان في استقباله عشرات من أقاربه والمهنئين. وأقامت أجهزة الأمن الأردنية نقاط تفتيش حول القرية للحد من الدخول إليها مع تدفق الناس لرؤية الدقامسة. وفي يوليو تموز 1997 أدانت محكمة عسكرية أردنية الدقامسة بإطلاق النار على مجموعة من التلميذات الإسرائيليات وقتل سبعة منهن قبل أن يمسك به الجنود ويهرعون لمساعدة الضحايا. وأصبح الدقامسة بطلا بالنسبة لأردنيين كثيرين ولحركة المعارضة القوية التي يقودها الإسلاميون والقوميون الذين يعارضون بشدة معاهدة السلام التي أبرمها الأردن مع إسرائيل . وقال الدقامسة خلال محاكمته إن الفتيات سخروا منه أثناء أدائه الصلاة في منطقة حدودية عادت للسيادة الأردنية بموجب اتفاقية السلام التي أبرمت عام 1994. وكان الدقامسة سيواجه عقوبة الإعدام لكن المحكمة قالت إنه مختل عقليا وحكمت عليه بالسجن المؤبد الذي ينص القانون الأردني على أن مدته 20 عاما. وبعد أيام قليلة من الحادث قدم العاهل الأردني الراحل الملك حسين اعتذارا وسافر إلى إسرائيل لزيارة أسر التلميذات لتقديم التعازي. ورحب نواب كثيرون بالإفراج عنه. ولم يصدر تعليق سواء من الحكومة الأردنية أو الإسرائيلية على ذلك. وقال صالح العرموطي وهو برلماني بارز إن الإفراج عن "هذا البطل" أسعده وإن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد أردنيين كثيرين لم يتم محاسبتها عليها مطلقا. وقالت كيرين مزراحي وهي إحدى الناجيات من تلك العملية إن الإفراج عن الدقامسة أثار ذكريات أليمة وإن الحكم الذي صدر ضده كان خفيفا. ونُقل عنها قولها في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي "إحساسي وكأنني أصبت من جديد ذهنيا وبدنيا كما لو كان سكينا رُشق في قلبي." وقال الدقامسة لقناة الجزيرة إنه لا يعترف بإسرائيل وأضاف أن العرب لا يمكن أن يقيموا علاقات طبيعية مع ما وصفه "بالكيان الصهيوني." ورحب حزب جبهة العمل الإسلامي وهو أكبر جماعات المعارضة السياسية في الأردن والذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالإفراج عن الدقامسة.