وصف القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي معركة الموصل بأنها "مصيرية ووجودية" ضد من يحاولون تغيير حضارة العراق والشراكة السياسية في الحكم وتقسيم المجتمع ويسعون لسلب حرية الفكر والتعايش، وقال إن شراستهم فيما بينهم أكثر من حدة صراعهم مع الآخرين. ودعا العبادي،في كلمة خلال مشاركته في الملتقى الخامس الذي تنظمه الجامعة الأمريكية في مدينة السليمانية،إلى الرد على الإرهابيين بتحقيق السلم عبر المصالحة المجتمعية، وأضاف "يجب أن يعود المسيحيون إلى مناطقهم المحررة ونحن فخورون بتنوعنا". وقال إن عملية تحرير الموصل أعادت الثقة المتبادلة بين القوات المسلحة العراقية و"البيشمركة" الكردية، وأضاف: أنني رأيت أمس في الموصل مقاتلين من كل المحافظات ومن كافة المكونات العراقية يحاربون ويضحون بأنفسهم ليس من أجل تحقيق مكسب شخصي لهم، وهم يتنافسون فى التقدم وهم يعلمون مخاطرة ذلك. وتابع أن القوات العراقية والبيشمركة يقاتلون معًا في معركة الموصل لأول مرة، بعكس علاقة عدم ثقة السابقة بينهما، لكنهم الآن يأكلون ويشربون معًا وهناك ثقة متبادلة ليس على مستوى القادة بل على صعيد القواعد، ونحن أقرب إلى التوحد ويوجد تقدم عال إلى الأمام رغم الصعاب من أجل العراق. ودعا العبادي دول المنطقة إلى التعاون للقضاء على الإرهاب، وقال إنه مع احترامي لسيادة الدول الأخرى فلن أتردد بضرب مواقع إرهاب في دول مجاورة تهدد داخل العراق، إننا استهدفنا مواقع إرهابيين في سوريا، كانوا يرسلون سيارات مفخخة إلى بغداد للقيام بعمليات إرهابية. وأعرب عن تفاؤله انطلاقا من معطيات الواقع على الأرض بعكس ماكان يقال قبل أشهر بأن الموصل انتهت ومن المستحيل تحريرها،مطالبا بتوحد القوات الأمنية بعيدا عن الحزبية والمذهبية، وقال "يجب أن يرى الكردي قوة تضمن أمنه وكذلك الآخرين". وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن يوم "الأحد 19 فبراير"،انطلاق المرحلة الثالثة لعمليات "قادمون يينوي" لتحرير الساحل الأيمن بمدينة الموصل مركز محافظة نينوي شمالي العراق، الذي يمثل 40% من مساحة مدينة الموصل ويضم قرابة 750 ألف نسمة موزعين على 92 حيا، وتمكنت القوات العراقية من تحرير المجمع الحكومي والدوائر الخدمية أمس . وسقطت الموصل بالكامل في قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي في 10 يونيو 2014.. وبدأت المرحلة الأولى من عملية تحرير نينوي يوم 17 أكتوبر الماضي بمشاركة قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي و"البيشمركة" وإسناد من طيران العراق والتحالف الدولي، وتمكنت القوات خلال المرحلة الثانية من الوصول إلى ضفة نهر"دجلة" وسيطرت على مداخل الجسور الخمسة التى تربط شطري المدينة وأتمت يوم "الثلاثاء 24 يناير"،تحرير الساحل الأيسر شرقي مدينة الموصل المكون من 87 حيا سكنيا ومنطقة من قبضة داعش.
