وقعت مواجهات بين المحتجين وقوى الأمن الداخلي بلبنان خلفت إصابات في صفوف الجانبين، بينهم ضابط في قوى الأمن. وأضرم محتجون على الفيلم "المسيء" للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء، النار في مطعم "كنتاكي" الأمريكي الشهير للوجبات السريعة بمدينة طرابلس شمال لبنان. ويحاول المتظاهرون اقتحام سراي طرابلس (مقر الحكومة في المدينة)، فيما تطلق قوات الأمن الرصاص بغزارة في الهواء لمنعهم. ونظم عدد آخر مظاهرات عقب صلاة الجمعة في البقاع شرق لبنان، نددوا فيها بالفيلم، وألقى عدد من رجال الدين كلمات طالبوا فيها بسحب الفيلم. وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أدان خلال استقباله السفيرة الأمريكية في بيروت، مورا كونيلي، الهجمات التي تعرضت لها المصالح الأمريكية في العالم، خصوصًا تلك التي استهدفت القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا، وأودت بحياة السفير الأمريكي وثلاثة دبلوماسيين. وأكد أنه "لا يمكن تحميل الشعب الأمريكي مسئولية عمل فردي أساء إلى صورة الرسول، ويخفي وراءه مقاصد وغايات مشبوهة يجدر التنبه من انعكاساتها السلبية". وقالت السفيرة كونيلي من جانبها إن "الإدارة الأمريكية لا علاقة لها بالفيلم المقزز الذي يهين الشعوب من كل الأديان، وإن لأميركا تاريخًا من التسامح الديني والاحترام لكل المعتقدات الدينية، وذلك عائد إلى الأسس التي بنيت عليها أمتنا". وفي الوقت ذاته، أكدت على وجوب عدم السماح ل"مجموعة صغيرة من الأشخاص بأن تتسبب في نزاع بين الأديان والدول والحضارات"، داعية جميع القادة لاتخاذ موقف حاسم تجاه العنف تمامًا كما فعل الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور.