فى مشهد جنائزى رهيب، شيع الالاف من اهالى مدينة المنصورة جثمان شهيدي الشرطة اللذين لقيا مصرعيهما أثناء تأدية خدمتها. وكان الشهيدان قد خرجا في مأمورية للقبض على تشكيل عصابى لسرقة السيارات بقرية "دنديط" مركز ميت غمر، حيث فاجأهما أفراد تشكيل عصابى بإطلاق النار عليهما وعلى القوة المرافقة لهما والمكلفة بالقاء القبض على التشكيل، مما نتج عنه استشهاد الرائد أحمد متولى، الضابط بقوات الأمن المركزى بالمنصورة، والعسكرى مجند أحمد فتحى صادق، من قوات الأمن المركزى أيضا، وهو أحد أبناء قرية البلامون مركز السنبلاوين، واصابة النقيب شرطة أحمد البلتاجى، من قوات الأمن المركزى بالمنصورة، بإصابات خطيرة نتيجة طلق نارى فى الصدر، وتم نقله إلى مستشفى الطوارئ الجامعى بالمنصورة. وفى لفته انسانية، قام اللواء صلاح الدين المعداوى، محافظ الدقهلية، يرافقه اللواء عمر عبد اللطيف، مدير أمن الدقهلية، وعدد كبير من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة بتشيع الجنازة مع الآلاف من المواطنين وأسرتي الشهيدان وتلقى واجب العزاء فى فقيدي الشرطة. وفى تصريح خاص استنكر اللواء صلاح الدين المعداوى، محافظ الدقهلية، الاعتداء الغاشم من قبل من وصفهم بالبلطجية، وأنه تم القبض على جميع أفراد التشكيل العصابى وتقديمهم للنيابة العامة تمهيدا لاحالتهم إلى محاكمة عاجلة، وأوضح المحافظ أن الفقيدين هما من شهداء الواجب الوطنى ونحسبهم عند الله فى جنات الأبرار. ووسط بكاء وصراخ أسرتي الفقيدين، قالت والدة الشهيد المجند أحمد فتحى صادق إن نجلها أحمد قدم نفسه لاداء الخدمة العسكرية منذ فترة وجيزة نظام الثلاث سنوات بقوات الأمن المركزى، حيث لم يكن قد حصل على مؤهل دراسى وكنا ننتظر مرور مدة الخدمة العسكرية بفارغ الصبر استعدادًا لزفافه على إحدى بنات القرية، حيث إننا مقيمون بقرية البلامون مركز السنبلاوين، ولكن قدر الله نفذ قبل رغبة البشر. وأضاف والده الحاج فتحى صادق، مزارع، قائلا" إن نجلى الشهيد أحمد كان محبوبًا من الجميع من أهالى القرية وزملائه، حيث كان يتصف بهدوء الطبع والطيبة، وكنت أنتظر لنتهاء خدمته الإلزامية فى الشرطة حتى يقوم بمساعدتى فى أمور المعيشية من خلال سفره للخارج". وفى سياق متصل، اكد النقيب أحمد متولى، الضابط بقسم شرطة أول المنصورة، وهو شقيق الضابط الشهيد، أن شقيقه الرائد محمد قد اتصل به أمس قبل ان يلقى مصرعه بساعات ليطمئن عليه وعلى الأسرة وشعر من خلال مكالمته بإحساس غريب وكأنه لن يراه بعد ذلك، مما شغل باله وفكره حتى جاءه خبر استشهاد شقيقه. وطالب شقيق الشهيد بالقصاص العادل والسريع من الجناة فى ميدان عام حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه أن يقدم على هذه الجريمة الشنعاء.
