وصف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم الثلاثاء أسلحة جماعة حزب الله بأنها غير شرعية وذلك بعدما قال رئيس البلاد ميشال عون إن الجناح العسكري للجماعة مهم للحفاظ على أمن لبنان كاشفا عن الخلافات السياسية بدرجة أوضح من أي وقت مضى منذ توليه السلطة. وأصبح عون الحليف الوثيق لحزب الله رئيسا للبنان في أكتوبر في إطار اتفاق تقاسم سلطة شهد اختيار الحريري وهو سياسي سني رئيس للوزراء في حكومة وحدة شملت كل الأحزاب الرئيسية تقريبا. والترسانة القوية التي يملكها حزب الله المدعوم من إيران خارج سيطرة الدولة وهي محل خلاف إذ يدعو العديد من الأحزاب السياسية الرئيسية إلى تجريد الجماعة من سلاحها بينما تؤيدها أحزاب أخرى. وأنخرط حزب الله بقوة في الحرب السورية حيث تقاتل قواته لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وانتهجت الحكومة اللبنانية سياسة الحياد الرسمي فيما يخص الصراع السوري. وقال الحريري اليوم الثلاثاء إنه رغم الخلافات الحادة بشأن أسلحة حزب الله "لكن ما يحمي البلد هو أن هناك إجماعا حول الجيش والقوى الشرعية والدولة وفقط الدولة" في حماية لبنان. وأكد الحريري أنه لن يخفف آراءه بشأن سوريا التي أضحت مسرحا لصراع قوى إقليمي بين إيران والسعودية. وقال الحريري في مراسم ببيروت لإحياء ذكر مرور 12 عاما على اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري "نحن فاوضنا وساومنا من أجل الحفاظ على الاستقرار ولكن لم ولن نساوم على الحق والثوابت.المحكمة الدولية والنظرة لنظام الأسد وجرائمه والموقف من لاسلاح غير الشرعي والميليشيات ومن تورط حزب الله." كان عون قال في مقابلة مع محطة سي.بي.سي التلفزيونية المصرية الأسبوع الماضي إن سلاح حزب الله لا يتعارض مع الدولة وجزء مهم من الدفاع عن لبنان. وقال عون في المقابلة "طالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح لأنه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه". وأيدت جماعة حزب الله التي لعب مقاتلوها دورا كبيرا في انسحاب إسرائيل من جنوبلبنان عام 2000 انتخاب عون. وعلاوة على جناحها العسكري القوي تملك جماعة حزب الله نفوذا سياسيا قويا. كان رفيق الحريري قتل في تفجير ببيروت عام 2005 أودى بحياة 21 شخصا وهز البلاد ودفع بابنه سعد إلى غمار السياسة. واتهم الحريري وحلفاؤه سوريا في بادئ الأمر بقتل والده. واتهمت فيما بعد محكمة تدعمها الأممالمتحدة خمسة من أعضاء حزب الله بقتل الحريري. وتنفي الجماعة أي دور لها في الحادث. وبدأت محاكمة الخمسة غيابيا في لاهاي في يناير عام 2014. وتنفي دمشق وحزب الله أي دور لهما في هذه الجريمة.