قالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن المفوضية ما زالت تتلقى عددا كبيرا من التقارير عن مدنيين قتلوا بواسطة تنظيم "داعش" الإرهابي في الأسابيع الأخيرة، إما في قصف أو بالعبوات الناسفة، فى المناطق التي تمت استعادتها من قبل القوات العراقية في الموصل. ولفتت المتحدثة -في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الثلاثاء- إلى أنه في الأحياء شرق الموصل مثل سومر وفلسطين والزهور وغيرها، قتل وأصيب مدنيون جراء العمليات الانتحارية لتنظيم داعش أو بواسطة القناصة والقصف، فيما يبدو أنه استهداف مباشر للمدنيين ومنازلهم، كما أصيب كثيرون بسبب العبوات الناسفة التي تركها مقاتلو التنظيم قبل انسحابهم من تلك الأحياء. وأضافت أن داعش يقوم كذلك بمهاجمة الفارين أو من يقوم من المدنيين بمحاولة الفرار من مناطق سيطرته، حيث يتعرض السكان لإطلاق النار. وتابعت شامداساني أن الغارات الجوية التي استمرت على الموصل أدت أيضا إلى سقوط ضحايا من المدنيين، مشيرة إلى أنه ما زال من الصعب التحقق من عدد المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا، منوهة بأن مقاتلي داعش لا يزالون يرتكزون في منازل المدنيين وفي أماكن وجود البنية التحتية وبما يجعل المدنيين عرضة لاستخدامهم كدروع بشرية من قبل التنظيم. وأعرب عن قلق المفوضية البالغ إزاء سلامة الظروف التي يعيش فيها العراقيون ممن هم ما زالوا في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش غرب الموصل والذين يقدر عددهم بحوالي 750 ألف شخص، محذرة من أن مقاتلي داعش يستخدمون المستشفيات في غرب الموصل كقواعد عسكرية ويحولون الموارد المتاحة بما في ذلك الغذاء والمياه والأدوية لمقاتليهم. كما أعربت عن القلق إزاء التقارير بما فيها لقطات الفيديو التي أظهرت اعتداء أفراد من قوات الأمن بوحشية على أربعة من المشتبه بهم ثم إطلاق النار في النهاية على ثلاثة منهم شرق الموصل، مرحبة بالبيان الصادر عن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي بالتحقيق في الحادث. وحثت شامداساني القوات الحكومية العراقية وحلفاءها على ضمان الاحترام الدقيق للقانون الدولي لحقوق الإنسان ومساءلة من يرتكبون جرائم في هذا الخصوص، وضمان أن من يقبض عليهم من داعش أو من يشتبه في تأييدهم للتنظيم يعاملون وفقا للقانون الدولي.