تصاعدت حدة الأزمة بين أعضاء رابطة ألتراس الأهلى وبين مسئولى الرياضة المصرية ووزارة الداخلية حول عودة الحياة لكرة القدم، والمتوقفة منذ سبعة أشهر ماضية، ففى الوقت الذى أعلنت فيه جماهير الألتراس رفضها التام لإقامة مسابقات الدورى الممتاز والمقرر لها 17 سبتمبر الجارى إلا بعد القصاص العادل لشهداء مجزرة بورسعيد والتى راح ضحيتها 74 مشجعاً من جماهير الأهلى، تمسك مسئولو اتحاد الكرة ووزارة الرياضة بإقامة الدورى فى موعده المحدد سلفا متحدين أى أحداث شغب قد تحدث من جماهير الألتراس. ووضع ألتراس الأهلى -فى بيان على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك- 6 شروط تعجيزية لعودة الدورى، تمثلت فى انسحاب قائمة هانى أبو ريدة عضو المكتب التنفيذى للاتحادين الدولى والأفريقى لكرة القدم ونائبه الإعلامى أحمد شوبير، واستقالة مجلس إدارة الأهلى لتخاذله فى القصاص لدماء الشهداء، وكذلك استقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى لتواطئه فى قضية المحكمة الرياضية، وإقامة المنافسات فى حضور الجماهير، وإبعاد الداخلية عن تأمين المباريات ، وتطهير الإعلام من المضللين. وبدأ تصعيد الألتراس بعد نفاد صبرهم انتظاراً لصدور قرارات رادعة من المسئولين تشفى غليلهم على أرواح زملائهم الذين فقدوا أرواحهم، وذلك بعدما قامت الجماهير باقتحام ملعب مختار التتش بالجزيرة اعتراضاً على موافقة مجلس إدارة الأهلى المشاركة فى كأس السوبر المحلى أمام إنبى يوم الأحد المقبل، وهو ما ألغى مران الفريق. وفى اليوم التالى، اقتحم بعض أعضاء الألتراس مقر اتحاد الكرة عقب قيام مسئولى الاتحاد بإجراء قرعة الدورى، حيث استخدموا زجاجات المولوتوف والشماريخ فى الاقتحام والاستيلاء على بعض المتعلقات الخاصة به، وهو ما أرعب المسئولين ودفعهم إلى الهروب من الأبواب الخلفية، خوفا من بطش الجماهير الثائرة بهم. ووصلت حدة العداء من جانب الألتراس إلى حد تهديد من يهاجمونهم بالقتل، وهو ما حدث مع الإعلامى أحمد شوبير، الذى أبلغ مسئولى الأمن العام بوزارة الداخلية تلقيه تهديد بالقتل من جانب أحد أعضاء رابطة الألتراس عبر تليفونه المحمول، بسبب انتقاده لسلوك الجماهير الغاضبة. وحملت مجموعة ألتراس الأهلى عزمى مجاهد المسئول الإعلامى بالاتحاد المصري لكرة القدم مسئولية ما حدث، حينما قال الأخير نصا: "اللى يقدر يعمل حاجة يعملها"، وهاجم البيان المسئولين الذين لم يعيروا أسر الشهداء وأصدقائهم والجماهير بمصر أى اهتمام بعد فاجعة بورسعيد. وكان عزمى مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة قد وجه رسالة شديدة اللهجة لمن وصفهم بالمعترضين على عودة الدورى الممتاز خلال مراسم قرعة الدورى قائلا:"اللى يقدر يعمل حاجة يعملها"، وأردف "من يخاف فليذهب إلى بيته ويمكث فيه". كما أعلن ألتراس الإسماعيلى "يلو دراجونز" تضامنه مع ألتراس الأهلى فى المطالبة بعدم عودة نشاط الكرة فى مصر قبل القصاص العادل لأسر الشهداء الذين فقدوا ذويهم فى مجزرة بورسعيد، والتى راح ضحيتها 74 مشجعا من جماهير الأهلى، فى فبراير الماضى. وطالب ألتراس يلو دراجونز بتحقيق العدالة لضحايا مجزرة بورسعيد حتى لا تتكرر مثل هذه المآسى فى المستقبل، مطالبين توقف من ينادون بعودة النشاط قبل القصاص العادل ممن تسببوا فى وقوع هذه المجزرة. ووجه ألتراس الإسماعيلى فى بيان له على صفحته الرسمية على الفيس بوك نداء إلى العقلاء فى مصر والمئسولين مطالبين بعدم البحث عن المصلحة العامة وليس المصالح الشخصية لضمان عدم تكرار المآسى والأزمات. وقالت الرابطة "حقا ما أشبه الليلة بالبارحة.. بعد الثورة بأيام ارتفعت الأبواق بالمطالبة بالكورة والدورى، على الرغم من عدم اكتمال ونهاية ثورتنا التى لن تنتهى بإذن الله، إلا أن الرغبة فى الإلهاء عجلت بالعودة، والتى أدت فى النهاية إلى مجزرة هى الأكبر من نوعها على مستوى الرياضة فى العالم". وأكدت الرابطة أن السيناريو الممل يتكرر وأعلنت الرابطة صراحة، "لا لعودة النشاط الكروى قبل تحقيق العدالة، قبل إنهاء الظروف التى أدت لمجزرة سبق وعشناها ولا نريد تكرارها، من تتحججون بقطع عيشهم وأرزاقهم لن يكونوا سعداء بما يجنوه من " أكل عيش" وذويهم يوارون التراب، واسألوهم ستجدون من فقد صديقاً أو جارًا أو أخاً". اتهمت الرابطة اتحاد الكرة والإعلام الرياضى بالفشل.. وقالت إن كل المؤشرات تشير لمذبحة أخرى ، وشددت "لا لعودة النشاط الكروى، لا لتكرار مذابح جديدة، لا للمصالح، من أجل الحركة فى مصر.. يد واحدة ضد المنتفعين، ضد الفاشلين، ضد الفلول". وعلى النقيض، أعلن العامرى فاروق، وزير الدولة لشئون الرياضة أنه سيجرى الكشف عن المتورطين فى اقتحام مقر الاتحاد المصرى لكرة القدم من خلال تحقيقات النيابة التي تقوم بدورها على قدم وساق من أجل كشف غموض تلك الواقعة. وأعرب فاروق عن حزنه لما وقع من اقتحام لمقر الاتحاد وسرقة ما به من كئوس، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات جادة إزاء ما وقع بعد الكشف عن المتورطين في أسرع وقت ممكن. وأكد الوزير أنه ليس هناك أى نية على الإطلاق، لتأجيل منافسات الدورى الممتاز التى تنطلق فى 17 سبتمبر الحالى وكذلك مباراة كأس السوبر التى ستجمع بين فريقى الأهلى وإنبى يوم الأحد المقبل. وأضاف أنه سيجرى التنسيق مع القيادات الأمنية في الفترة المقبلة للتعرف من خلالها على كيفية تأمين المباريات والخروج بأى مباراة إلى بر الأمان دون إثارة أى مشكلات أو أزمات. من جانبه، أكد اللواء أحمد حلمى مدير الأمن العام أن وزارة الداخلية قادرة على تأمين مباريات الدورى، وأن الأمن استنفد جميع الطرق السلمية للتفاوض مع مجموعات الألتراس لتجنب العنف، مهددا باللجوء إلى استخدام العنف والتصدى لهم فى حالة قيامهم بأى أعمال شغب فى المستقبل. وأضاف مدير الأمن العام، أن الداخلية عقدت عدة اجتماعات مع عناصر من ألتراس الأهلى والزمالك لبدء صفحة جديدة والتعهد بعدم حدوث عنف، إلا أنهم خالفوا كل التعهدات المبرمة معهم، مشددا على أنه يجب إعادة النظر فى التعامل معهم مرة أخرى، واتخاذ عقوبات صارمة ضد المتورطين فى أعمال الشغب.