يعاني أهالى قرى عرب الروايدة والحجارة ودير الميمون بمدينة أطفيح التابعة لمحافظة الجيزة من تدني في مستوى الخدمات كشفته هيئة الرقابة الإدارية باعتبارهم من أسوأ ثلاث قرى على مستوى الجيزة فى الخدمات المقدمة لمياه الشرب، حيث يعيشون لأكثر من 14 ساعة يوميا بدون مياه والساعات القليلة التي تصل إليهم تكون ملوثة ومعكرة وغير صالحة للاستخدام الآدمى. رصدت عدست "صدى البلد" بجولة فى الثلاث قرى لمعرفة معاناة الأهالى بداية بقرية دير الميمونة، حيث يوجد بها نحو 3500 نسمة يعيشون بدون أى خدمات ومتواجد بها دير الميمونة الذى يعد من أقدم الأديرة بمصر والذى تم إنشاؤه منذ أكثر من 1800 عام وتبعد عن مدينة الجيزة قرابة ال90 كيلو . وقال سعد وديع أحد الأهالى إن القرية تحرم يوميا من مياه الشرب التى تصل إليهم لعدد ساعات معدودة فى اليوم وأغلبها تكون فى الساعات الأولى من صباح اليوم وعندما تأتى تكون بها شوائب وعكارة لون وروائح كريهة . وأوضح وديع أن هناك إحدى مواسير مياه الشرب تمر من الترعة المجاورة للقرية ومتهالة فيتم اختلاط مياه الشرب بمياه الترعة وتم إصلاحها من قبل الأهالى ولكن سرعان ما تم إتلافها مرة ثانية وهذا الذى يسبب العكارة والرائحة الكريهة. وأضافت إحدى السيدات المسنة بالقرية أن معظم الأطفال فى القرية يعانون من مشاكل كثيرة بالمعدة وعدد من الكبار والصغار أصيبوا بالفشل الكلوى وأنه لا يوجد أحد من المسئولين لينتبه لهذا الأمر ويساعدهم فى حل مشاكلهم . أما بعزبة الحجارة فالأمر مختلف فلديهم محطة للشرب داخل القرية ولكن الأمر لا يختلف كثيرا عن سابقتها فهى ملوثة مثل الأخيرة بسبب عدم صيانة هذه المحطة منذ سنوات بعيدة ويتحكم بها عدد من الأفراد يقومون بإغلاق المحابس العمومية عن القرية وقت ما يشاءون وكل يوم بحجة مختلفة يتم إخراجها لأهالى القرية . وقالت الأستاذة سعاد وهى إحدى السيدات المتعلمات بالقرية ولها رئى مسموع لدى الجميع داخلها أن هذه المحطة لابد من إصلاحها وإبعاد مواسير السحب المتواجدة بها من جانب ضفاف النيل ووضعها بمكانها الصحيح فى وسطه لتكون المياه جارية وليست راكده كما حالها الآن وهذا يتسبب فى أضرار كثيرة بالإضافة إلى التهالك المتواجد داخل هذه المحطة. بينما عرب الرويدة فهى قرية صغيرة تبعد عن عزبة الحجارة بأقل من 2 كيلو متر تقريبا وهى على هضبة متوسطة تسمى بين الأهالى بالجبل وحالها مثل بقية القرى لا تصل المياه إليها إلا قليل وعند وصولها تكون محملة بالأمراض والروائح الكريهة. وطالب جميع أهالى الثلاث قرى بسرعة تدخل الأجهزة المعنية ومحافظة الجيزة وشركة مياه الشرب والصرف الصحى لإنقاذهم وإنقاذ أطفالهم من الهلاك بسبب هذه المياه التى ستقوم بالقضاء عليهم وزيادة نسبة انتشار الفشل الكلوى بين الأهالى . وكانت قد شنت هيئة الرقابة الإدارية أول أمس حملات مفاجئة على 60 محطة مياه شرب بالقاهرة والمحافظات بينها حوالي 22 محطة مياه بالقاهرة والجيزة فقط، وذلك بهدف متابعة الهيئة لكافة متطلبات الحياة الأساسية للمواطنين والسعي والتأكد من وصول المياه الصالحة للشرب لكافة المدن والقري على مستوي الجمهورية والتأكد من صلاحيتها وجودتها وكذلك الوقوف على مستوي الخدمات المقدمة داخل المحطات ومتابعة كفاءة المحطات وقدرتها علي ضخ المياه وتحليل المياه بدءا من دخولها للمحطات عبر مياه النيل وحتي خروجها للشرب، وجاءت حملات الرقابة الإدارية بعد تعدد شكاوي المواطنين من وجود عكارة فى المياه وانقطاعات متكررة لمياه الشرب ونقص فى وصول المياه للمنازل .