قلبى لا يطاوعنى أن آخذ بيد أحدهم إلى التهلكة لمجرد أنه قرّر أن ينوب عنى تحت قبة البرلمان كى يُمرّر قانونًا يخدمنى ويمنع آخر يسلبنى حقى فى هذا البلد، فمرشحو تلك الدورة البرلمانية ملائكة يعرفون دورهم التشريعى لا يستعينون ببلطجية، ليسوا نوابًا خدميين والعياذ بالله.. بل أتحداك أن تجد لهم مثيلاً فى كل بلدان العالم. فأين ستجد مرشحًا يقول لك إنه يحمل الخير لمصر، يحملها وينتظر ليستشهد أبناؤها وتفقأ أعينهم وهو يقف بعيدًا يبحث عن كرسى البرلمان لا لشىء سوى المطالبة بحق هؤلاء بعينين سليمتين فقط كي يستطيع الاستمتاع برؤية خير مصر.. وأين ستجد مرشحًا يأخذك إلى الجنة رغم أنه نفسه لا يضمن دخول الجنة لكنه الإيثار أخي.. وقل لي فى أي بلد تجد وصيًا مُتفتحًا يحميك من التحوّل لكائن أفغانى أو أمريكى.. ووسط كل ذلك تجد مباركة من المسجد والكنيسة وصكوك الغفران تمطر على من يصوّت لبرلمان مصرى بعيد عن التطرف الدينى بطعم التمر أو التطرف العلمانى بمذاق الخمر. وبعد كل ذلك يُعاتبني ضميري فكيف أصوّت للنائب الملائكى الذى من المؤكد ستصيبه الحصانة بالزهايمر لدرجة أنه سينسى أهل دائرته بمجرد دخوله البرلمان وتقف ذاكرته فقط عند تطرفه لفكره هو.. سأصوّت لكن ليس لغرامة فُرضت فقلبت الحق فرضًا ثقيلاً على عجزة الفقراء.. سأصوّت فقط كى لا أكتم شهادتى أمام الله.. سأصوّت كى لا أكون متفرجًا عاجزًا على مسرحية هزلية أعيى أبطالها دقة التمثيل وأطالت أنوفهم حنكة الكذب.