نظم الأزهر الشريف، اليوم حوارا مجتمعيا مع طلاب جامعة بني سويف، برعاية الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى إطار سلسلة لقاءات الحوار المجتمعي مع الشباب في مختلف المحافظات، بحضور د. عباس شومان وكيل الأزهر، والمهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، و د.أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف، والطالب محمود جابر, أحد شباب ممثلي الجامعة ببني سويف , حيث تناول اللقاء إلقاء الضوء على الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف في مواجهة التيارات الفكرية التي تحاول التغرير بالشباب وخداعهم. وأعلن "شومان " خلال المؤتمر أنه خلال عام علي الأكثر سيتم افتتاح قناة الأزهر، مشيرا إلي أن سبب تأخر افتتاحها لتكون قناة مختلفة وهادفة تعبر عن صوت الأزهر وتحمل رسالته "الوسطية والاعتدال" . وقدم وكيل الأزهر التهنئة لجميع الإخوة المسيحيين في مصر بمناسبة أعيادهم، قائلا: إننا نهدف من خلال الحوار المجتمعي مع الشباب الاطلاع على فكرهم وإبعاد الحيرة عن عقولهم لأننا نعلم أنهم متحيرون نتيجة ما يتلقونه يوميا عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي من أفكار وفتاوى، حتى أصبح ما يبث عبر تلك الوسائل يطغى على تكوين الفكر الصحيح لديهم، وهو ما شوش الفكر والثقافة لديهم نظرا لعدم اكتمال المعلومة، مؤكدا أننا نحتاج لجهود كبيرة لضبط الخطاب الإعلامي والديني والثقافي من المتطفلين عليه حتي نحمي الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الأفكار التي شوهت علينا قيمنا ومبادئنا السمحة التي علمنا إياها الاسلام. وقال وكيل الأزهر إن الجرائم التي ارتكبت مؤخرًا سواء أمام مسجد السلام أو حادث الكنيسة البطرسية، والتي تؤكد أن أصحاب الأفكار التخريبية لا يفرقون بين مسلم وغيره، مؤكدا أن أقباط مصر لهم عندنا كمسلمين مكانة خاصة فقد وصانا بهم الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنفاذ وصية الرسول عليه الصلاة والسلام توجب علينا أن نرعاهم وأن لا نسمح لأحد بأن يؤذيهم. وأوضح أن حادثة مقتل السفير الروسي كانت مؤلمة جدا بسبب الكلمات التي اطلقها قاتله واصفا إياه بالكذاب، فالرسول منع الاعتداء على السفراء والآمنين وأنه أمر بقتل مسلم قتل غير مسلم غيلة وقال (أنا أحق من وفي بذمته)، متسائلا كيف عاهد هذا القاتل الرسول وهو لم يعرف حتي تعاليم دينه التي حرمت قتل الآمنين؟! وحذر شومان، الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الجماعات التي تحاول أن تبعدهم عن الطريق الصحيح إلى الفكر الاجرامي، موجها رسالته للشباب قائلا: إن مصر لن تنهض إلا بسواعدكم وبفضل وعيكم وبفضل مواجهة فكر هؤلاء المخربين. وخلال الحوار مع الشباب، أكد وكيل الأزهر أن نجاح الحوار المجتمعي ، مرهون بتضافر كافة المؤسسات الإعلامية والثقافية والشبابية مع الأزهر والكنيسة والأوقاف لبث خطاب ثقافي وفكري قادر على تصحيح كثير من الأفكار والرؤي الخاصة بالإبداع والحرية وكافة المعارف التي تبني ثقافة الشباب. كما أكد وكيل الازهر، على أهمية دور الإعلام وتأثيره على عقل الشباب، فالإعلام يستطيع أن يقدم الكثير وعلى القائمين عليه المشاركة الفاعلة خاصة في هذه المرحلة المهمة التي تسهم كثيرا في تكوين فكر الشباب، فالكلمة أمانة ولها خطر شديد، وقد تلقي بصاحبها في مشاكل كثيرة ويكفي أنها تغضب الله إذا تسببت في إيذاء أي انسان .