* عقب إعلان داعش مسئوليته عن تفجير الكنيسة.. محللون: * المقرحي: "شفيق" إخواني منذ نعومة أظافره.. والجماعة كتبت بيان داعش * أستاذ علم اجتماع :"العولمة" وراء انضمام الشباب ل"داعش" * "بان": التعرف على الشباب المنتمين لداعش أمر صعب نزل بيان التنظيم الإرهابي "داعش" الذي أعلن خلاله مسئوليته عن تفجير الكنيسة البطرسية الأحد الماضي، كالصاعقة على المصريين، حيث تساءل البعض، كيف وصل داعش إلى قلب العاصمة المصرية، خاصة منطقة رمسيس، وكيف استقطب الشاب الجامعي؟! في هذه السطور نحاول الإجابة عن هذه التساؤلات.. في البداية، أكد اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية السابق، أن "تنظيم داعش لم يستقطب الانتحاري محمود شفيق، لكنه كان منتميا لجماعة الإخوان الإرهابية منذ نعومة أظافره، ما سهل له الانضمام إلى تنظيم داعش بسهولة ومبايعة أبو بكر البغدادي، وتنفيذ العمليات الإرهابية". وأوضح "المقرحي"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن البعض شكك في البيان الذي أعلنت عنه "داعش" حول كيفية تنفيذ العملية بسبب ذكرها كلمة "القاهرة" في البيان وليس "أرض الكنانة"، ما يؤكد أن عناصر التنظيم الإخواني في مصر هي من كتبت هذا البيان، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان كانت تريد إعلان مسئوليتها عن تفجير الكنيسة، لكنها خشيت النقمة الخارجية والداخلية، وأرادت استغلال الموقف لتأجيج الصراع بين الشعب والحكومة". العولمة من جانبها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن ضم واستقطاب داعش للشباب أمر فى منتهى الخطورة ويهدد الأمن القومى المصرى بل والأمن العالمى. وأضافت "خضر" أن السبب الحقيقى فى ضم الشباب لمثل هذه الجماعات الإرهابية هو العولمة المنتشرة هذه الفترة، فبالرغم من نشرها للتكنولوجيا الحديثة والمتطورة إلا أنها تنشر العنف والإرهاب وتعلم كيفية تكوين وإنشاء عنصر إرهابى جديد. وأكدت أن العنف ليس وليد هذه الفترة وإنما تم ضخه فى عقول الشباب منذ محاولات الدول الأجنبية والغربية تفتيت الشرق الأوسط بالكامل ونشر الحروب فى المنطقة، موضحة أن العنصر الداعي أو المنضم والمنتمي إلى أفكارهم يكون هناك اختلاف فى سلوكياته عن الآخرين وأسلوب كلامه وهيئته، ولكن كل هذه العوامل لا تحدد الشخصية بكل دقة. وطالبت "خضر" المسئولين فى الدولة بنشر الثقافة الوطنية والقومية التى تمت تربية الأجيال السابقة عليها وإخراجهم من حيز العزلة ومشاركتهم فى المجتمع ووضعهم فى أنشطة اجتماعية وتغيير فكرة العنف المنتشرة لديهم. مراحل تجنيد الشباب من جانبه، قال أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن عمليات تجنيد الشباب داخل تنظيم داعش الإرهابي أو أى جماعات إرهابية تمر بعدة مراحل، من أهمها اختيار العناصر الأقرب إلى أفكارهم. وأضاف "بان" أن الاتجاهات الحركية الإرهابية بدأت فى الظهور أوائل القرن العشرين ومن بينها جماعة الإخوان والسلفية الجهادية، وهذه الجماعات تعتبر الأسهل فى التجنيد بها لأنها تحقق أفكار الشباب المتطرف بعد أن يكون قد مر بمعظم الحركات الأخرى. وأوضح: "الآن أصبح التعرف على الشاب المنتمى إلى داعش أو غيره من الجماعات والحركات أمرا صعبا للغاية بسبب تطور الفكر الأمنى لديهم، وتعلمهم فنون التخفى، ما صعّب الوصول إليهم. وأكد "بان" أن المواجهة الناجحة لهؤلاء الشباب تكون مواجهة فكرية وليست أمنية، والتى جعلتهم يطورون من أساليب تخفيهم وعملياتهم ليصعبوا المهام على الأمن في القبض عليهم، وأنه على الدولة أن تستغل الطاقات المتواجدة بهؤلاء الشباب وإحساسهم بأنها ليست عبئا عليها وتوظيف طاقتهم السياسية بطريقة صحيحة وفتح أبواب العمل الأهلى لهم وتحسين مستواهم المعيشى.