أجمل ما في كرة القدم أن تحرز هدف فتسعد الآخرين من الأنصار... لحظات الفرح والسعادة خلال المباراة قليلة قد تنعدم في بعضها التي تخلو منها الأهداف !! فإذا كانت لحظات السعادة قليلة نجد أيضا أن لحظات الصدق مع النفس قليلة ونادرة جدا بل معدومة فمتى شاهدنا لاعب يعترف بخطئه أثناء سير المباراة ويقر أن الكرة لمست يده أو أن يعترف أن الكرة لم تتجاوز الخط ..
بالامس البعيد أغتال تيرى هنرى حق الايرلندين فى الوصول الى كأس العالم أمام مرئا ومسمع كل عشاق كرة القدم ، ومن العجب اعتراف هنرى نفسه انه لعب تعمد لعب الكره بيده !!وكان لهذا الخطأ سبب رئيسي فى عدم تحقيق الفريق الايرلندى حلمه فى الوصول لكأس العالم فاين الحق وانصافه ؟!! اين ذهبت مصداقية الاتحاد الدولى ؟ ولو فرض أن هذا الخطأ وقع من لاعب يلعب فى بلد مغمور ضد فرنسا فما هو موقف الاتحاد الدولى؟ كيف نعيد الحق لصاحبه عندما يكون الخطأ واضح وضوح الشمس ؟
إذا عدنا إلى الوراء نجد أن لحظات عدم الصدق مع النفس خلال المباريات كثيرة وواضحة تتجلى تلك اللحظة عندما أحرز أسطورة العصر " مارا دونا " هدف الأرجنتين الأول في مرمى المنتخب الانجليزي بيده , رغم يقين مارا دونا دون غيره أن الهدف من لمسة يد إلا انه لم يعترف بذلك إلا بعد انتهاء المباراة بوقت طويل !! فالمباراة انتهت بفوز الأرجنتين على انجلترا 2/1, بعدما سجل ماردونا هدف أسطورى يعد الافضل فى تاريخ اللعبة لم يشفع له فى قلوب كل المشاهدين لأكتسابه حق غير مشروع ..
" ماردونا ظاهرة كروية لن تتكرر " هكذا حدثنا الكثيرين بنبرات الواثقين فكان الساحر الجديد " ليون ميسى " الارجنيتى أيضا !! الذى لم يكتفى بدوران عقارب الساعة نحو اعادة امجاد " ديجو ارماندو مارادونا " على المستطيل الاخر بل ذكر الجميع بلحظات نادرة الحدوث عندما أعاد مسرحية أحراز الاهداف الغير مشروعة ، بهدفه على الطريقة الماردونية فى مرمى " خيتافى " فى نصف نهائى الكأس الأسبانية !! ولم يكتفى بهذا وحسب بل اعاد اللقطة بكلاكيت اخر فى مرمى " اسبانيول " المتقدم على البارشا فكان تعادلا غير مستحق أحتفل به " ميسى " مع رفاقه وجمهوره عقب هز الشباك باليد !!
في مباراة جمعت فيورنتينا و باليرمو بالدوري الايطالي أحرز البيرتو جيلاردينو هدف بيده واعتبر هدفا لعدم مشاهدة الحكام للخطأ , وانتهت المباراة بفوز فيورنتينتا 3/1 ولكن اللجنة التأديبية بالاتحاد الايطالي أوقفت اللاعب مباراتين متتاليتين بعد مشاهدة شريط المباراة وغاب جيلاردينو عن مباراة هامه لفريقه أمام الانتر فيا ترى ماذا كان الحال لو ذهب جيلاردينو للحكم واعترف أن الهدف غير صحيح وكانت هناك لحظة صدق مع النفس !?
وقريبا كانت مباراة الديربى الايطالي ( موسم 2008 / 2009 ) بين الانتر متصدر الدوري والميلان ملاحقه على الصدارة من بعيد ،، في الشوط الأول تلقى أدريانو مهاجم الانتر تمريره من( مايكون الظهير الأيمن) فحاول أدريانو وضع الكره برأسه في المرمى لكن يده سبقته وحولت الكره في الشباك !! ولأن الحكم لم يراها أو مساعده الأول احتسب الهدف وفاز الانتر بالديربى 2/1 واحتفل ادريانو بالهدف وبعد المباراة حدث جدل في الاتحاد الايطالي وكانت هناك عقوبة بإيقاف ادريانو مباراتين متتاليتين وبعض ضغوط لا نعرفها تم رفعها بحجة أن ادريانو لم يقصد لعب الكره بيده وهذا مخالف للواقع فالكره دخلت المرمى بيد اللاعب لكن ماذا حدث لا ندرى ؟!!!!!!!
وفى مشهد لا يتكرر كثيرا فى ملاعب كرة القدم الاعب النيجيرى( إنرامو) المحترف بنادى الترجى التونسى يضع الكرة بيده فى شباك شريف اكرامى حارس الاهلى المصرى, بشكل متعمد وامام انظار الجميع بمن فيهم حكم المباراة والمساعد الاول الذى يقف على خط واحد مع الاعب فليس هناك مايحجب الرؤيا عنه ورغم ذلك اشار الى صحة الهدف فى الدقيقة الثانية من عمر المباراة !! التى انتهت بهذا الهدف وخرج الاهلى من البطولة بطريقة دراماتيكية غريبة , رغم ان الاتحاد الافريقى اتخذ قرار بشطب الحكم نهائيا الا ان ذلك لم يشفع لخروج الاهلى من البطولة , فهل يرضى الاعب النيجيرى ( إنرامو ) عن نفسه وخاصة ان فريقة خرج صفر اليدين من البطولة بعد ان تلقى هزيمة مزله بخمسة اهداف على يد "مازيمبى الكونغولى " فتلك عدالة السماء لاناس انعدمت عندهم لحظات الصدق مع النفس .. هناك لقطات مشابهه كثيرة تلعب دور كبير في تغير نتيجة المباريات وهذه اللقطات تترك اثرسئ ومحزن لدى الجمهور( واسألوا الجمهور الانجليزي و الايرلندي والأهلاوى)
فماذا عن اللاعبين أصحاب هذه الظاهرة هل يشعرون بالراحة أو بالرضي أم يتولد عندهم شعور بالذنب ؟!! فهل يشفع أن يعتذر اللاعب بعد المباراة أو أن يرفع يافطة في ميدان عام يقدم فيها اعتذاره كما فعل هنري في اكبر ميادين فرنسا ( كما فعل تيرى هنرى )
نتمنى أن نجد لحظة صدق مع النفس تدعمها الأندية في لاعبيها فعندما يحترم اللاعب ذاته وحق الآخرين في المنافسة يزداد احتراما من الآخرين ويزداد عطائه لأنه يفرح برضا الجميع عنه فهل يحدث ذلك ؟
كما نتمنى من المسئولين عن الاتحاد الدولي مراجعة تلك الظاهرة الخطيرة وضع ضوابط صارمة للتعامل معها من خلال استراتيجية مدروسة للتقليل منها ..