تختلف تقاليد وطقوس الزواج من دولة لأخرى باختلاف العادات والثقافات السائدة في تلك الدول، لكن بالرغم من ذلك توجد العديد من التقاليد الشائعة في كل دول العالم تقريبا منذ القدم، مثل خاتم أو "دبلة" الزواج وطرحة العروس وبالطبع فستان الزفاف الأبيض، والغريب في الأمر أن الكثيرين لا يعلمون أصل تلك الطقوس أو السر ورائها، فهي بالنسبة لهم عادات متوارثة عبر الأجيال. وسنرصد في التقرير التالي أصل وتاريخ مجموعة من أشهر تقاليد الزواج وأكثرها شيوعا في العالم، والتي أبرزها موقع "Listverse": 1. خاتم أو "دبلة" الزواج: يُعتقد أن المصريين القدماء كانوا أول من استخدموا "خاتم الزواج" خلال حفلات الزفاف؛ وفي البداية كانت خواتم الزواج تصنع من نبات القنب أو القصب، حيث كان يتم تشكيلهما على هيئة دائرة، لكن تلك الخواتم لم تكن عملية، فتم استبدالها لاحقا بخواتم مصنوعة من العاج أو العظام أو الجلد؛ وكان الزوج يقوم بوضع الخاتم في إصبع زوجته كرمز على ثقته في قدرتها على الاعتناء بمنزله. واتبع الرومان التقليد ذاته، لكن في أغلب الأحيان كان العريس يقدم الخاتم لوالد العروس كرمز ل"شراء العروس"؛ وبحلول القرن الثاني قبل الميلاد كان العريس يقدم الخاتم للعروس ليثبت لها أنه يثق بها ويأتمنها على مقتنياته الثمينة؛ وبدأ المسيحيون استخدام خواتم الزواج خلال حفلات الزفاف عام 860 ميلاديا، إلا أن الخاتم كان في أغلب الحالات بمثابة "تبادل للمقتنيات". وأصبحت خواتم زواج الرجال شائعة في الدول الغربية في الأربعينات، وفي البداية كان الرجال يقومون بارتدائها خلال فترة الحرب للتعبير عن تذكرهم لزوجاتهم والتزامهم تجاههن؛ وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبح ارتداء تلك الخواتم شائعا واستمر حتى وقتنا الحالي. 2. فستان الزفاف الأبيض: أصبح العديد من الأزواج في الآونة الأخيرة يتخلون عن العديد من طقوس الزفاف، إلا أن الفستان الأبيض هو الطقس الوحيد الذي لا يمكن لأي عروس التخلي عنه؛ وترجع بداية ظهور فكرة فستان الزفاف الأبيض إلى العصر الفيكتوري، حيث أصرت الملكة "فيكتوريا" على ارتداء فستان أبيض في حفل زفافها على الأمير "ألبرت"، والذي أقيم منذ أكثر من 175 عاما، وذلك بالرغم من أن اللون الشائع لفساتين الزفاف آنذاك كان الأحمر، ومنذ ذلك الحين انتشرت فكرة فستان الزفاف الأبيض، خاصة بعد أن وصفت مجلة نسائية اللون الأبيض بأنه اللون الأمثل لفستان العروس، ويعتبر رمزا لنقاء وبراءة الفتيات. 3. قيام العريس بحمل العروس ليلة الزفاف عبر عتبة الباب: يُعتقد أن أصل تلك العادة راجع إلى الاعتقاد القديم بأن الفتيات عرضة للأذى من قبل الأرواح الشريرة التي تترصدهن عند عتبة أو مدخل الباب وتحاول إيذائهن في يوم الزفاف بالذات، ويمكن لتلك الأرواح الشريرة الدخول إلى أجساد الفتيات عبر أقدامهن، ولذلك يقوم العريس بحمل العروس ويمر بها عبر عتبة الباب لحمايتها من الأرواح الشريرة. 4. اتفاقيات ما قبل الزواج: ربما يبدو ذلك الأمر غريبا، إلا أن اتفاقيات ما قبل الزواج، المتعلقة بشأن كيفية تقسيم أملاك الزوجين في حالة الطلاق أو الوفاة، ظهرت وانتشرت خلال العصور القديمة وليست أمرا مستحدثا؛ ويُعتقد أن أول ظهور لها كان في مصر القديمة، حيث كانت شائعة إلى حد كبير آنذاك. ونصت وثيقة زواج قديمة يعود تاريخها إلى ما يقرب من 2500 عاما، على أنه في حال فشل الزواج، فستحصل الزوجة بعد انفصالها عن زوجها على تعويض أو "نفقة" تقدر بنحو 1.2 قطعة من الفضة بالإضافة إلى 36 شوالا من الحبوب سنويا ولبقية حياتها. ونص عقد زواج عبري، يرجع تاريخه إلى 2000 عاما على الأقل، على التزام الزوج ماديا تجاه زوجته في حالة الطلاق أو الوفاة؛ وبحلول العقد التاسع الميلادي، كان الأزواج في أوربا ملزمين بتخصيص ثلث ممتلكاتهم لزوجاتهم في حالة وفاتهم ك"مؤخر صداق". 5. طرحة العروس: يُعتقد أن تاريخ ظهور طرحة العروس يسبق ظهور فستان الزفاف بقرون، لكن توجد العديد من النظريات حول أصل فكرة الطرحة وتاريخ ظهورها تحديدا، فالبعض يعتقد أنها ظهرت في العصور السحيقة في اليونان وروما القديمة حيث كانت العروس أنذاك ترتدي طرح ذات ألوان زاهية، كالأحمر والأصفر، اعتقادا بأن ذلك يساهم في حمايتها من الأرواح الشريرة. وتشير نظرية أخرى إلى أن ظهورها كان قديما في أوربا، حيث كانت أغلب الزيجات مدبرة، وكان الهدف من ارتداء العروس لطرحة الزفاف هو منع العريس من رؤية وجهها لحين انتهاء حفل الزفاف وبذلك لا يكون في إمكانه التراجع عن قرار الزواج في حال لم يعجبه شكل العروس. 6. وصيفات العروس أو الإشبينات: كان هناك اعتقاد سائد في روما القديمة بأن الأرواح الشريرة تميل إلى إيذاء العرائس وجلب الحظ السيئ لهن خلال حفل الزفاف، لذلك جاءتهم فكرة استخدام "وصيفات العروس" لتضليل أو خداع تلك الأرواح الشريرة، فكان 10 وصيفات يقمن بارتداء ملابس مطابقة لملابس العروس ويلازموها خلال مراسم حفل الزفاف، وبذلك لا تتمكن الأرواح الشريرة من تمييز العروس، فلا يكون أمامهم أي خيار آخر سوف ترك جميع النساء بالحفل وشأنهن، واستمرت عادة ارتداء الوصيفات لملابس مطابقة لملابس العروس حتى القرن التاسع عشر.