أكدت الدكتور سوزان القليني عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس والمستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، أن أهم ما يشغلها خلال الفترة الحالية تأهيل الطلاب وفقا لاحتياجات سوق العمل، ورفع التصنيف العالمي للكلية، إلى جانب إعادة الهيكلة الإدارية لكلية الآداب لتحقيق الاستفادة القصوى من الطاقات المختلفة وإعادة توظيفها بالشكل الصحيح. وقالت عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس -في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء- إن الهيكلة الإدارية لا تعني إقصاء أي شخص أو الاستغناء عن أي موظف، إنما هي إعادة توظيف الأشخاص في أماكنهم الصحيحة بناء على تخصصاتهم، بغرض الاستفادة من قدراتهم بالشكل المناسب، فضلا عن أنها تعود بالفائدة على الموظف نفسه بحيث يستطيع الحصول على الدرجات الأعلى وظيفيا، وإنه تم البدء في ذلك بالتنسيق مع جهاز التنظيم والإدارة، لتكون الكلية الأولى على مستوى الجمهورية التي تبدأ عملية الهيكلة الإدارية. وأضافت أن كلية الآداب حصلت مؤخرا على اعتماد الجودة، وأنها تسعى للحصول على شهادة التميز خلال المرحلة المقبلة وهو أمر يحتاج إلى جهود كبيرة من جميع أسرة كلية الآداب، ومن المتوقع خلال العامين القادمين أن نحصل عليها، ونقوم حاليا بالعديد من الأنشطة منها، تدريبات لرفع وعي العاملين والهيكلة الإدارية وإعادة النظر في المناهج الدراسية بحيث تتم مواكبة سوق العمل. وتابعت، أنها تسعى حاليا إلى رفع تصنيف كلية الآداب جامعة عين شمس على المستوى العالمي، خاصة أن الكلية بها العديد من الخبرات والطاقات المتميزة والمتنوعة بكافة الأقسام، ولفتت إلى أن المنظومة تحتاج إلى استخراج كل هذه الطاقات للحصول على التصنيف العالمي. وأوضحت القليني أن هناك العديد من العقبات التي تواجه عمليات التطوير أهمها مقاومة البعض لفكرة التغيير والتجديد، إلى جانب الأفكار التقليدية الموجودة لدى العديد من الطلاب والتي تدور حول أن الدراسة أمر ثقيل وغير محبوب، الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى تخريج أجيال ينقصها الكثير من أجل الالتحاق بسوق العمل، وأكدت أن تغيير هذا الميراث من الأفكار السلبية أمر يحتاج إلى مجهود كبير ووقت طويل أيضا. ونوهت إلى أن الكلية تضم 16 قسما، لها جميعا نفس القدر من الأهمية، وأن هناك مجموعة من الأقسام أصبحت جاذبة للطلاب مثل: الدراما والوثائق والمعلومات والجغرافيا، وأنه من المهم أن يكون هناك تنافس بين الأقسام في اطار الجذب بينما تتكامل في إطار العمل الجماعي داخل الكلية، وأكدت أن كلية الآداب قاطرة الثقافة في أي مجتمع، وأن إدارة الكلية لا تهتم فقط بالنواحي الدراسية ولكن أيضا هناك اهتمام بمختلف الأنشطة والتفاعل مع الطلاب من أجل إخراج كائن صالح للمجتمع. وقالت القليني إن أقسام الكلية المختلفة حريصة على التواصل مع أسواق العمل التي تحتاج إلى خريجي الكلية، وأن هناك 11 قسما من أقسام الكلية تدرب الطلاب بشكل عملي في العديد من الجهات، كما تم توقيع بروتوكولات تتيح للطالب التدريب خلال فترة الدراسة حتى تكون له أولوية الالتحاق بالعمل عقب التخرج. وأكدت أنه من أولويات جودة التعليم أن يتم التواصل مع خبراء أسواق العمل المختلفة، بحيث يتم تطوير المناهج وفقا لاحتياجات السوق، وأنه يتم تنظيم معرض سنوي لسوق العمل تتم خلاله دعوة جميع الشركات لاتاحة فرصة للتفاعل بين مؤسسات العمل والطلاب. ولفتت عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس إلى أن تطبيق عملية التعليم المفتوح حاد قليلا عن الهدف الذي تأسس من أجله، الأمر الذي دفع المجلس الأعلى للجامعات لوقف الأمر حتى تتم إعادة تقييم التجربة. وأعربت القليني، أستاذة الإعلام بكلية الآداب ورئيسة قسم الإعلام قبل توليها منصب عمادة الكلية، عن عدم الرضى عن أداء الإعلام المصري خلال المرحلة الحالية، وأرجعت ذلك لعدم وجود سياسة واضحة يتم العمل من خلالها، وأكدت أن الاستراتيجية الإعلامية أمر خاص بالدولة وليس بنوع الإعلام خاص أو رسمي، وأن أي إعلام يعمل داخل الدولة لابد أن يخضع لهذه الاستراتيجية، وأشارت إلى تراجع الإعلام المصري على مستوى المنطقة العربية، وتعدد الانتقادات التي توجه له من الداخل والخارج، مشددة على أنه من الضروري أن تكون لمصر سياسة إعلامية واضحة خلال الفترة الحالية.