علم "صدى البلد" من مصادر حكومية أن الرئيس السنغافورى الدكتور "تونى تان" سيقوم بعدة زيارات فى ختام زيارته الرسمية لمصر على مدار اليومين المقبلين قبل أن يغادر البلاد صباح الخميس المقبل عقب زيارة استمرت 4 أيام. وسيقوم الرئيس السنغافورى بزيارة لكل من مجلس الوزراء، حيث يلتقي المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وزيارة الكاتدرائية، ويلتقي البابا تواضروس، وزيارة لمجمع الأديان، ويختتم الزيارات بإقامة مأدبة عشاء في أحد المراكب النيلية. واستقبل أمس، الاثنين، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية سنغافورة، الذى يقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة، وشهد اللقاء عدة مباحثات بين الجانبين بقصر الاتحادية. وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس سنغافورة خطابا جاء نصه كالتالي: "بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة، يُسعدني أن أرحب اليوم بالدكتور "تونى تان"، رئيس جمهورية سنغافورة، في القاهرة ضيفًا عزيزًا على مصر في فترة تشهد فيها العلاقات الثنائية تطورًا ونموًا ملحوظًا في جميع المجالات، بما يعكس الإرادة المشتركة للبلدين للارتقاء بتعاونهما إلى آفاق أرحب. وتأتى زيارتكم، فخامة الرئيس، في هذا التوقيت لتضيف خطوة جديدة إلى ما شهدته زيارتى إلى سنغافورة في أغسطس 2015 من انطلاقة حقيقية للعلاقات المصرية السنغافورية، ورغبة فى تعزيز أواصر التعاون على مختلف الأصعدة، كما تتزامن زيارتكم إلى مصر مع مرور خمسين عامًا على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما يعكس عمق روابط الصداقة الممتدة التي تجمع بين البلدين. السيدات والسادة، لقد استعرضت وفخامة رئيس سنغافورة خلال مباحثاتنا البناءة مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين بلدينا، حيث أعدنا التأكيد على تمسكنا بثوابت العلاقات الوطيدة القائمة بين مصر وسنغافورة، وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى، ومواصلة التشاور الوثيق حول سبل تطوير التعاون الثنائي. ومن هذا المنطلق، فقد اتفقنا على تنشيط التبادل التجاري بين الدولتين، واستعرضنا الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار فى مصر فى المشروعات الكبرى التى تنفذها مصر، خاصة محور التنمية بمنطقة قناة السويس، بالإضافة إلى قطاعات الموانئ، والطاقة، وتحلية المياه، فضلًا عن اهتمامنا بالاستفادة من خبرة سنغافورة في مجالي النقل والتعليم، وذلك فى إطار خطط مصر الطموحة لتحقيق التنمية. الإخوة والأخوات، يكتسب لقائي مع فخامة الرئيس أهمية خاصة فى ظل خطورة التهديدات الإرهابية التى أصبحت تواجهنا جميعًا، وهو الأمر الذي أصبح يتطلب تنسيقًا أكبر للجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات، وتعاونًا شاملًا لفهم طبيعتها واستكشاف سُبل مواجهتها بنجاح من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر فقط على المعالجة الأمنية، وإنما تمتد لتشمل الأبعاد الثقافية والفكرية لدحض الأفكار المتطرفة والهدامة التي يستند إليها الإرهابيون في أنشطتهم. لقد تصدت مصر بقوة لمواجهة التيارات المتطرفة إدراكًا منها لما تحمله أفكارها من دعاوى للفوضى تهدف إلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح، وهو ما يتطلب مواجهتها ومكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها ووقف أنشطة تجنيد عناصر جديدة للانضمام لها. ومن هنا جاءت دعوة مصر لضرورة إعادة العمل على تأكيد سماحة الدين الإسلامي الحنيف، ومواجهة تلك الادعاءات الباطلة التي تتعارض مع وسطية الإسلام. وفى هذا الصدد، اسمحوا لى سيادة الرئيس بأن أشيد بالنموذج الفريد الذي تقدمه سنغافورة فى قدرة الشعوب على التعايش وتحقيق الوئام والتجانس في مجتمع متعدد الأعراق والأديان، ما ساهم في تدعيم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعى الذى تعيشه سنغافورة، وكان سببًا رئيسيًا في تحقيق نهضتها وإنجازاتها. السيدات والسادة، تطرقت مباحثاتنا أيضًا إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث ناقشنا الجهود المبذولة لتسوية الأزمات في المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة، حيث أكدنا أهمية بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى تسويات سياسية تحافظ على كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية، وتضمن سيادتها ووحدة أراضيها، وتنهى معاناة شعوبها، كما اتفقنا على مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. وأود ختامًا أن أرحب مجددًا بفخامة الرئيس "تونى تان" والوفد المرافق له في القاهرة، متمنيًا لكم ولبلدكم الصديق مزيد من النجاح والازدهار والاستقرار. ووجه رئيس جمهورية سنغافورة توني تان، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على حسن الاستقبال والضيافة، مؤكدا أن مصر أقدم صديقة لسنغافورة في المنطقة، وكانت أول دولة عربية تعترف باستقلال سنغافورة، معربا عن سعادته أن تتزامن زيارته مع الذكرى الخمسين للعلاقات بين البلدين. وقال الرئيس السنغافوري إن زيارة الرئيس السيسي لسنغافورة عام 2015 أول زيارة يقوم بها رئيس مصري لسنغافورة، فقد أحيت هذه الزيارة العلاقات بين البلدين وتعكس اهتمام مصر بتوسعة العلاقات معنا، مؤكدا أن زيارته هذه لمصر سوف تعزز العلاقات الوثيقة بلين البلدين. وأضاف: "مهتم بالتقدم الذي تحرزه مصر، فزيارتي الاخيرة لمصر كانت في 2005 لكن تغير الكثير في هذه الفترة، والشعب المصري شعب صامد ومُصرّ على التقدم الاقتصادي". وأكد الرئيس السنغافورى أن مصر وسنغافورة يحتفلان اليوم بمرور 50 عاما على العلاقات الثنانية بين البلدين، والتي استمرت ثابتة، موضحا أن سنغافورة محور للتجارة في آسيا ومصر تنعم بقناة السويس، والتي تعد مهمة وحيوية للتجارة العالمية. وأشار إلى أن توسعة قناة السويس وإيجاد منطقة اقتصادية في العامين الماضيين مسائل في غاية الأهمية، مؤكدا أنه مشروع مهم ومن شأنه أن يعزز المطامح الاقتصادية المصرية السنغافورية، واتفق مع الرئيس السيسي أن هناك مساحة كي يعمل البلدان على نطاق أكبر. وتابع أن مصر وسنغافورة بها مجتمعات متعددة تدعو للتسامح والتفاهم وتقف ضد العنف والتطرف. ووجه التحية للرئيس السيسي على قيادته والسير على درب الإصلاح، مصر تستضيف جامعة الأزهر وهي أقدم الجامعات في العالم، وهو الخيار الأوحد للراغبين في دراسة الدراسات الإسلامية في العالم، مشيرا إلى أن هناك 300 طالب سنغافوري في مصر، وعند التخرج يعودون لخدمة المجتمع الإسلامي في سنغافورة. وأكد أن تبادل الزيارات مع مصر فتح مجال جديد للتعاون، وأدى إلى زخم العلاقات الثنائية، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين ستعزز وتقوى خلال الخمسين عاما المقبلة.