يعد الاتفاق المبرم هذا الاسبوع بين حكومة الوحدة الوطنية الأفغانية وزعيم الحزب الاسلامى قلب الدين حكمتيار مقدمة لما هو اكبر ومقدمة لاتفاقات اخرى بين الحكومة الافغانية ومن كانوا فى السابق ارهابيين وأمراء حروب ، فالاتفاق بين الحكومة الافغانية وحكمتيار هو أول اتفاق سلام تشهده افغانستان منذ العام 2001. ففى هذا العام بدأت طالبان حركة تمرد مسلح ضد الحكومة الافغانية بعد خروج القوات الأمريكية وحلفائها الغربيين من هذا البلد ، وسيكون اتفاق الحكومة الافغانية والحزب الاسلامى موضع متابعة فى الفترة القادمة من مراكز التحليل الأمنى والاستخباراتى العالمية نظرا لخطورته وحساسيته. ويقول المراقبون إن حكمتيار بتاريخه الطويل كأحد أمراء الحرب الذين قاوموا السوفييت فى ثمانينيات القرن الماضى فى افغانستان سيطوى بموجب هذا الاتفاق صفحات ماضية كأمير حرب شديد الخطورة فى افغانستان حيث ينص الاتفاق على كف ملاحقته أمنيا " كمطلوب". ويقود حكمتيار الآن ثانى اكبر الفصائل الافغانية المنشقة على حكومة كابول الاتحادية ومن ثم سيكون استمرار نجاح الاتفاق معها - الذى تم ابرامه اواخر الشهر الماضى بالاحرف الاولى وصادق حكمتيار ورئيس افغانستان أشرف غنى عليه فى شكله النهائى - معيارا لمدى قدرة الحكومة الاتحادية الافغانية على لملمة شمل البلاد والسيطرة نسبيا على حالة الأمن العام ، وقد تم ابرام هذا الاتفاق بعد تعثر استمر عدة اشهر وعبر مفاوضات شاقة بين الحكومة الافغانية ووكلاء حكمتيار الذى سبق اتهام مقاتليه بارتكاب انتهاكات انسانية . ويقول المراقبون إنه غذا كتبت الحياة للاتفاق المبرم بين الحكومة الافغانية والحزب الاسلامى فإن ذلك سيشجع مزيد من فصائل التمرد الافغانية على الانخراط فى عملية المصالحة الشاملة و بناء السلام فى تلك الدولة التى شهدت 15 عاما من الاقتتال الاهلى ، و تعد طالبان هى فصيل التمرد الرئيسى فى افغانستان وهى فى تمردها متحالفة مع فصائل مسلحة اخرى افغانية تناصب العداء للحكومة الاتحادية الحالية. ويعد الحزب الاسلامى المنشق فى افغانستان عدوا لحركة طالبان وينافسها فى السعى للسيطرة على الاراضى الافغانية وبناء تحالفات قبلية تخدم هذا الهدف ، وقد وقع اتفاق المصالحة الاولى مع الحزب الاسلامى حنيف امتار مستشار الأمن القومى فى الحكومة الافغانية الاتحادية ، ووقعه نيابة عن قلب الدين حكمتيار كبير مفاوضيه كريم أمين فى مراسم شهدتها العاصمة الافغانية ، ليوقع حكمتيار ورئيس افغانستان أشرف غنى الاتفاق وجها لوجه قبل يومين . ويقول المراقبون إن إبرام هذا الاتفاق من شأنه رفع اسم حكمتيار من قائمة الارهابيين الدوليين المطلوبين لشدة خطورتهم وسيسمح الاتفاق لحكمتيار بالعودة للانخراط فى العمل السياسى العام بعد سنوات من الاختفاء قيل بحسب التقارير الاستخباراتية انه كان يختبئ خلالها فى باكستان،لكنه وبرغم اسقاط كل الاتهامات الجنائية عن حكمتيار بموجب الاتفاق الأخير ،يطالب خبراء القانون والمنظمات الحقوقية بمحاسبته وكل قادة حركته عن ما يرونه جرائم حرب ارتكبوها خلال مواجهاتهم مع السلطات الافغانية وحلفاء طالبان فى الاعوام الخمسة عشرة الماضية وما قبلها .