وعدت باكستان وزير خارجية تركيا الزائر اليوم الثلاثاء بأنها ستحقق للتوصل إلى حقيقة شبكة مدارس تريد أنقرة إغلاقها وتتهمها بأنها على صلة برجل دين مقيم في الولاياتالمتحدة تلقي عليه اللوم في تدبير محاولة انقلاب تم إحباطها الشهر الماضي. لكن سرتاج عزيز مسؤول السياسة الخارجية في باكستان لم يصل إلى حد الموافقة على طلب إغلاق شبكة مدارس وكليات باكترك الدولية التي يتعلم فيها عشرة آلاف تلميذ وتنفي أي صلة لها برجل الدين. وجاء طلب تركيا في إطار حملة دولية يشنها الرئيس رجب طيب إردوغان على مصالح فتح الله كولن وحركته الإسلامية. ويتهم إردوغان والسلطات التركية كولن وأتباعه بتدبير محاولة الانقلاب الشهر الماضي التي قتل فيها أكثر من 230 شخصا. وكولن الذي يعيش في منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا بالولاياتالمتحدة يدعو إلى الدين الإسلامي مع تكريس فكرة الحوار بين الأديان والطوائف. وينفي أي دور له في الانقلاب الفاشل. ومنذ محاولة الانقلاب ألقي القبض على ألوف الأشخاص أو أوقفوا عن العمل أو جرى استجوابهم وتوعدت الحكومة بتطهير الجيش والشرطة والقضاء من العناصر التي تقول إنها مؤيدة لكولن. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي يزور باكستان إن جماعة كولن "الإرهابية" يجب أن تجتث من جذورها. وأضاف "ليس سرا أن هذه المنظمة لديها مؤسسات أو وجود في باكستان وفي دول عديدة أخرى." وتابع "أنا واثق من أن الإجراءات المطلوبة ستتخذ. يتعين أن نتوخى الحذر مع مثل هذه المنظمات والمخاطر والتهديدات التي تشكلها على أمن واستقرار كل بلد تتواجد فيه." وهنأ عزيز تركيا "بانتصار الديمقراطية والحرية" وقال إن باكستان ستنظر في أمر المدارس لكنها تأمل في الإبقاء عليها مفتوحة إذ أن إدارتها جيدة وتقدم تعليما جيدا. وقال "سنحاول التوصل إلى ترتيب بديل يسمح باستمرار المدارس في عملها بحيث تخضع أنشطتها الأخرى للرقابة أو يتم تقليصها." وتربط تركياوباكستان علاقات وثيقة تقليديا ازدادت دفئا في ظل قيادة إردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. ومارست تركيا ضغوطا على دول أخرى توجد فيها مؤسسات يدعمها كولن. وتدير حركة "خدمة" الإسلامية التابعة لكولن نحو ألفي مؤسسة تعليمية في نحو 160 دولة. ولدى مؤسسة تركباك التي تعمل في باكستان منذ 21 عاما أكثر من 24 مركزا تعليميا. وتنفي المؤسسة أنها جزء من شبكة كولن. وقالت في بيان "نحن قلقون جدا بشأن هذه المزاعم ... التي تحاول الربط بين مدارس وكليات باكترك الدولية في باكستان وبين السيد فتح الله كولن." وأضاف البيان أن المدارس "لا صلة لها" بأي منظمات سياسية أو دينية.