يدعى البعض أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الذكر الوحيد الذي يقبل الله تعالى من أي عبد مهما كانت أعماله، على غير العبادات الأخرى فالصلاة والحج والصوم قد لا يقبلها الله من العبد العاصي، أما الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فتقبل من العاصي وله الأجر عليها، واستدلوا على كلامه برواية: «كل عمل بين القبول والرد إلا الصلاة على النبي». وذكر المحدثون أو المفسرون أنه لم تثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم هذه الرواية، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأحب القربات عند الله، ولكنها ترجع لاحتمال القبول أو الرد كسائر الأعمال الصالحة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» رواه مسلم (1718)، وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا شَيْءَ لَهُ. فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا شَيْءَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ» رواه النسائي (رقم/3140). وأوضح المحدثون أن هذه العبارة «كل عمل بين القبول والرد إلا الصلاة على النبي» لم ترد حديثًا بهذا الشكل مسندًا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولكن الصلاة على حضرة النبي عليه الصلاة والسلام -كما هو معلوم- مأمور بها في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فقد قال رب العزة جل وعلا: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» الأحزاب 56.