أكد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، أن الشيطان يمس الإنسان خارجيًا ولا يدخل جسده، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم ذكر المس ولم يذكر تفسيره كما في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ» البقرة الآية 275. وأوضح «عبد الجليل» خلال تقديمه برنامج «المسلمون يتساءلون» أن التفسير في مس الشيطان مبنى على الاجتهاد، مؤكدًا أنه لا يكفر ولا ينكر من رأى أن الشيطان يدخل جسد الإنسان، ولكن لا أميل إلى رأيه. وأشار إلى أن مس الشيطان يعنى الوسوسة والزيادة فيها ويسبب تخويفًا ثم يصرع الإنسان، مشيرًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما أتت إليه امرأة تصرع فلم يقل لها مسك شيطان، ولم يضربها ليخرج ما عليه كما يفعل البض الآن. واستشهد بما روي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: «أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي، فَقَالَ: "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعَافِيَكِ"، فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، قَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ أَلا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ. وألمح إلى أن البعض يأخذ الحديث على ظاهره، ويفسرون قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ. وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا» بأن الشيطان يدخل جسد الإنسان ويسبب الصراع وإجهاض الجنين والصداع وأمراض القلب وضيق النفس، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة، ومتاهات وخرافات. وطالب وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، بعدم الانسياق وراء الدجالين والخرافات، ومناشدين المصابين بالمس بقراءة القرآن الكريم وسورة البقرة والإكثار من ذكر الله تعالى.