قال الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، إنه إذا كان المُصلي منتظرًا مكالمة مهمة جدًّا، لا يمكنه تدارك المصلحة التي تفوت بفواتها أو تجنب الضرر المترتب على عدم الرد عليها، فإنه يجوز له شرعًا قطع الصلاة والرد عليها. وأوضح «علام» في إجابته عن سؤال: «إذا كان الشخص منتظرًا مكالمة مهمة جدًّا، أتته وهو يُصلي، فهل يُسمح له بقطع الصلاة والرد على الهاتف ثم يبدأ بعد ذلك صلاته من جديد؟»، أنه إذا غلب على ظنه ضرورة الرد على الهاتف لتجنب ضرر أو تدارك مصلحة، يجوز له شرعًا قطع الصلاة والرد عليها، وعليه بعد ذلك قضاء الصلاة وابتداؤها مرة أخرى. وأضاف أن قطع الصلاة للأمور المُهمة والمصالح المعتبرة التي لا يمكن تداركها جائز شرعًا، دينية كانت أم دنيوية، منبهًا على أن المعيار في هذا الأمر شخصي، وتحقيق المناط فيه مَرَدُّه إلى المُصلي نفسه في تحديد ما هو مهمٌّ على جهة الضرورة أو الحاجة، وفي تحديد ما يتأتى إدراكه وما لا يتأتى، ويجب أن تقدَّر الضرورة أو الحاجة في ذلك بقدرها. واستشهد بما ورد عن ابن بطال المالكي في "شرح صحيح البخاري" [ففي هذا حجة للفقهاء في أنَّ كل ما خُشِيَ تلفُه؛ مِن متاع، أو مال، أوغير ذلك من جميع ما بالناس الحاجة إليه، أنه يجوز قطع الصلاة وطلبه، وذلك فى معنى قطع الصلاة لهرب الدابة] . واستند إلى ما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي في "فتح الباري": [وفيه حجة للفقهاء في قولهم أن كل شيء يُخْشَى إتلافُه من متاع وغيره يجوز قطع الصلاة لأجله].