تُعتبر منطقة "رأس الحكمة" إضافة قوية للمشروع القومي للسياحة في الساحل، ويعد الشريط الساحلي المُمتد من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالى الغربى وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح، فرصة للمطورين الجادين الراغبين في تحريك عجلة الاقتصاد المصري ودفعها إلى الأمام باعتبارها المنطقة الواعدة لمستقبل الاستثمار السياحي لمصر خلال ال20 عامًا القادمة بتدفقات رؤوس الأموال واستثمارات الأجنبية المباشرة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وتعتبر أرض "رأس الحكمة" جوهرة الاستثمار في مصر الفترة المقبلة نظرا للساحل الرائع للمنطقة الممتدة بطول يصل ل 50 كيلو مترا. وكان اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح قد أكد أن مشروع "رأس الحكمة" لا يقل أهمية عن مشروع الضبعة النووى، ولهذا سيتم طرح هذا المشروع على البورصة العالمية للاستثمار السياحى، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية فى مصر للأمام، حيث يتيح المشروع فرص عمل لأبناء المنطقة وغيرهم، ويصب فى المصلحة العامة للدولة المصرية. وتتمتع منطقة "رأس الحكمة" بعدد من الخصائص المميزة التى تجعلها على أولوية وقائمة اهتمامات الجهات الحكومية وأصحاب الأعمال أهمها طريق "فوكة" والذى أوشكت الدولة على الانتهاء منه، وهو طريق يربط بين الطريق الدائرى الإقليمى الجديد ومدينة 6 أكتوبر ويمتد إلى مناطق الساحل الشمالى الغربى ليخدم مناطق رأس الحكمة والعلمين والضبعة، وما يتيحه هذا الطريق من توسع عمرانى متوقع وخدمات عالية المستوى إلى جانب ما يتيحه الطريق من تسهيل حركة التجارة الدولية، حيث أن أكبر ميناء مصرى يورد بضائع إلى ليبيا هو العين السخنة. كما أن "رأس الحكمة" تضم شريط ساحلى بطول 50 كيلو متر وهو المخصص لهيئة التنمية السياحية منذ سبعينيات القرن الماضى والواقع بين مدينة الضبعة إلى مرسى مطروح والذى يعد أجمل شواطئ العالم من الرمال الناعمة الصفراء إلى المياه الفيروزية رائعة الجمال. ويتكون الشريط الساحلى بطول 50 كيلو متر من مجموعة من الخلجان الطبيعية – نحو 50 خليجا - تتيح زيادة المساحة الشاطئية المتاحة للاستثمار السياحى فى مشاهد طبيعية خلابة، تتيح تدفقًا سياحيًا من أوروبا والخليج مما يعزز أرصدة العملة الصعبة لمصر. ويعد إنشاء مدينة مليونية فى منطقة العلمين فى الساحل الشمالى وما يتبعها من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية، يتيح ذلك لمنطقة "رأس الحكمة" الواعدة نشاطًا سياحيًا كبيرًا خلال ال20 عامًا القادمة كما أن إجمالي المساحة المعروضة للاستثمار السياحي في ال50 كيلو مترا تبلغ 11 مليونا و500 متر متاحة للتطوير العمراني السياحي بكافة شرائح الاستثمار ومن المتوقع أن تدر دخلًا للدولة يترواح بين 40 و50 مليار دولار، خاصة وأن البنية التحتية من طرق وخدمات فى مراحل الإنشاء المتقدمة. بالإضافة ما تضمه المنطقة المحيطة من مطارات كمطار مرسى مطروح الدولي ومطار برج العرب الدولي وأماكن أثرية تاريخية من نصب تذكارية ومتاحف كمتحف العلمين العسكري ومتحف مارينا العلمين ونافورة العلمين بالإضافة إلى محمية العُميّد الطبيعية والاكتشافات الأثرية كالمدينة اليونانية الرومانية وأطلال قلعة الفرعون ومتحف رومل ومعبد رمسيس الثاني مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية والمواني كميناء العلمين الجوي وميناء الحمرا للبترول. وأكدت ميرفت حطبة، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للسياحة والفنادق، إحدى شركات قطاع الأعمال العام على أهمية منطقة "رأس الحكمة" السياحية باعتبارها من أجمل الشواطيء فى العالم وفى مصر، ولفتت أن المنطقة تحتاج إلى عدة آليات من أجل أن تتحول لأهم مقصد سياحى فى العالم، منها ضرورة إنشاء سلسة من الفنادق المميزة العالمية فى المنطقة لضمان أن تعمل طوال العام ، وليس فقط خلال 3 أشهر من كل عام، وأكدت إنه لكى تتحول المنطقة لمقصد سياحى طوال العام فإنها تحتاج إضافة للفنادق لمناطق ترفيهية متنوعة وتطوير البنية الأساسية من خلال شبكة طرق وأيضًا التفكير فى انشاء مطار فى المنطقة أو تطوير مطار مطروح لتسهيل وصول السياح للمنطفة . وأوضحت ميرفت حطبة بضعًا من عوامل النجاح للمنطقة بما فى ذلك دراسة انشاء سلسلة مولات عالمية ومطاعم وكافيهات، بما يضمن توفير كافة الخدمات للسياحة فى المنطقة التى ستكون مستقبل مصر. وحول أفضل السبل لاستثمار المنطقة، أوضحت حطبة إن الأفضل أن تكون هناك شراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص فى المنطقة وهو أفضل الأساليب لضمان تحقيق أرباح مستمرة ومستدامة وهو نظام تم اعتماده فى الشركات التابعة للقابضة للسياحة وله نتائج مميزة. وأشاد الخبير الاقتصادي خالد الشافعي بمشروع إنشاء منطقة سياحية على ساحل البحر المتوسط فى الساحل الشمالي، مشيرًا إلى أن عمل مشروعات فى تلك المناطق يبشر بمستقبل واعد خاصة وأن تلك المنطقة غنية بثرواتها وبالتحديد تتميز بجو معتدل جدًا يمكن الاستفادة منه بعمل منتجعات سياحية وفنادق استثمارية تدر أرباحا كبيرة فور الانتهاء من المشروع، مؤكدًا على ضرورة عمل مخطط جيد للاستفادة من تلك المنطقة لأنها واعدة جدا ويعتبر "تفكير خارج الصندوق" للاستثمار فى القطاع السياحي، لافتًا إلى أهمية الترويج للمشروع جيدا خارجيًا قبل الانتهاء منه بفترة كافية حتى يكون المشروع معروفا لدى شركات السياحة خارجية حتى يتم تحقيق أقصى قدر من الاستفادة منه.