"مجدداً . أُمسك بقلمي ، بينما أنكب على الورقة البيضاء أمامي . ماذا أكتب هذه الليلة .. أدم خُلق من طين وكان وحيداً ، ثم وجِدت هذه المخلوقة أسفل الشجرة الكبيرة . كيف كان شعورهُ وقتها ؟. لماذا لم يتزاوجا إلا بعد الخطيئة وإنكشاف عوراتهما . أدم لم يُخفِ عورته عن حواء لأنه يعلم . بل لأنه أستحدث هذا الشعور باللذة تجاه جسد حواءهُ . الله هو من أبدع الخليقة كما ابتدع أدم وحواء في أحسن تقويم . هو الذي دَون في كتابه أن يدخل الشيطان جنته ليصبح السبب في نشوء البشرية . بالتأكيد لم ينظر لجسدها نظرة تعجب . بل إعجاب . كيف كان أول إيلاج بين الرجل والمرأة على وجه البسيطة . لذة . خوف . قلق . تشدُه . الرَعشة السحرية . تتراقص الأرض في حركة دورانية حول الشمس كما يتراقصا معاً على أنغام اوركسترا فيينا . سيمفونيات يوهان اشتراوُّس . جمال الدانوب الهادئ . العلاقة تنشاء هاهنا . تتجلىَ مريم إبنة عمران بوجهها الناعم . أنجَبت المسيح وهي بكر . تقف في وقار . تجبرك أيقوناتها على الإنحناء قليلاً للتحيةِ والإجلال . لماذا لم أتزوجها ، أو لماذا لم أكْ أنا المسيح نفسه . كتب لها أن تصبح بكراً إلى المنتهى . " .. أُقطع الورقةَ المكتوبة وأكرمشها بين يدي لألقيها في القمامة كما هي العادة . ليلاً أودعها على الفراش ، بينما أعتكف كاتباً على مكتبي . أكتفي بالضوء الأصفر الصادر من الأباجورة الصغيرة . بالكاد أرى . أنظُر بطرف عيني إلى باب الغرفة . تقف من بعيد ، عارية تستند بكتفها الأيمن على طرف الباب ، وتمر يدها اليسرى على فخذها الايسر . تتجه نحوي في دلال . أعتدل بجسدي كاملاً ناحيتها وأنا على الكرسي. تسير وهي مبتسمة وفخورة وكأنها .تتجلىَ, إبنة عِمران من الخاطرة . أتشدَه بفمي . لم أرها هكذا من قبل . أكثر تسلطاً وأكثر نعومة ، وأكثر إبهاراً وجلالاً . أُريد أن أنهض من جلستي لأتأكد بأنها لا زالت نائمة على الفراش . لكن تمنعني بيديها الناعمتين . أستسلمُ لها ناظراً إلى وجهها البراق . تمطتي جسدي الجالس . القديسة جان دارك قبل التنيح على جوادها. تستطيع قيادة جيش من الرجال لتهدم إيوانات وتهزم عروش وتفتح بلاد . الربه اثينا بعد أن حَلت عنها ملابس الحرب . تجلس علي بجسدها الانثوي العاري . لو كان للإله زوجة ستكون هي بلا منازع أو شريك . ستجلس بجانبه على العرش إن رغب . أعذرني يا ربي الأعلى ، أعلم قدرك . لكنك الذي أوجدتهن لنا . هي ضلعي الناقص الذي تحول إليها . تندمج معي لتكمله . اتأمل خُصلات شعرها الطويل المنسدل على ظهرها . فلتذهب افروديت إلى الجحيم . اليوم أغير صفحات التاريخ اليوناني كله . يركع سكان الأوليمب لها خاضعين لإمرتها . أنتقل بعيني إلى الأرض . تلمسها بأطراف أصابع قدميها الجميلتين ، وتكتمل مع وجه القدم الذي رُسمت عليه عروق بيضاء أشبه بعروق حوراء من قصور الفردوس . قصبة رجلها اليسرى التي تبرز ، يعجز ميكيل انجللو عن نحتها في ميادين روما العتيقة . تتلاقى بزاوية حادة مع فخذها الذي يتلألأ وسط الضوء الخافت . أُكمل إلى خَصرها الدقيق ، مروراً بثدييها العاريين من لوحات جون لويس في تصوره عن الملائكة . كَسِرت كُل التصورات . هي في بداية الثلاثينات من عمرها وأنا أكاد أقترب من الأربعين من العمر ، ولم أرها هكذا من قبل إلا الليلة. تهمس في أذني " أحبك " . ترعش ذبذبات صوتها أذانيَ الصمّاء . مَن هذه المخلوقة ؟! . أنا أدم . مرتدياً ملابسي الكاملة . لكني عاري ولا حول لي ولا قوة . الخطيئة! . تفرغ كلمة ايروتيكية من معناها . انه نوع ما مقدس لا أعلم ماهيته !. تقترب بشفتيها إلى فمي ممسكة برأسي من الخلف . تذوب الشفاه في قُبلة الحياة . أحمد ربي على هذه النعمة . أشعر برحيقها . أتذوقه . تبعد رأسها قليلا لتنظر في عيناي مباشرة . تقبل جبهتي . ثم تهم بالقيام من على جسدي المرتعد . تتلمس خدي بأطراف أناملها. تبتعد إلى الباب مجدداً تاركةً المحيط في مشهد مسرحي . أراها تسير ظافرة بغنيمة لرجل عشق الهزيمة تحت سطوتها . تنظر إلي مجدداً وهي تبتسم . يشرق وجهها في عتمة الحجرة . تختفي عن ناظري المثبتتان على بعض الشغور المكاني !.