ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الاثنين أن الخيار الذي يفرزه الصراع الدائر في سوريا الآن لم يعد منحصرا بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد من جهة والمعارضة السورية من جهة أخرى بل أصبح خيارا بين قطبين للمعارضة:أحدهما يسعى إلى تدخل دولي عسكري ، يمكنه من الاطاحة بنظام الاسد والآخر ينشد التغيير من خلال العصيان المدني ونهج الحوار رافضا رفضا باتا التدخل الاجنبي في بلاده. وأوضحت الصحيفة أن الصراع في سوريا قد ولد كعصيان سلمي ثم تطور ليصبح ثورة شعبية مكتملة المعالم، عمد النظام السوري خلالها إلى قمع وحشي ضد المتظاهرين العزل مما أدى بالبعض إلى رفع السلاح دفاعا عن حقه في التظاهر والمطالبة بالتغيير. وأضافت "كلما تصاعدت وتيرة أعداد القتلى في سوريا، كلما يزداد أنصار فكرة التدخل العسكري في البلاد تفوقا وهيمنة على نظام الاسد ومعسكرات المعارضة الاخرى " . ولفتت الجارديان إلى أن المعارك التي كانت تقتصر فقط على المناطق الحدودية، حيث لا تجد الجماعات الثورية صعوبة في تلقي الدعم من الدول المجاورة باتت تنتشر إلى سائر أنحاء البلاد، مشيرة إلى أنه فى العاصمة دمشق ومدينة حلب وقف سكان المدينتين على مسافة واحدة من كل من نظام الاسد أو المعارضة دون اللجوء إلى استخدام السلاح وأضحت خلال الثلاثة أسابيع القليلة الماضية مسارح لمواجهات دامية بين قوات الاسد وجنود الجيش السوري الحر. واعتبرت أن تقرير منظمة الصليب الاحمر الدولي الاخير الذي صنف فيه الصراع في سوريا كحرب أهلية وعلى إثره قررت وقف عملياتها هناك الاسبوع الماضي، مؤشرا على أن ما بات يجري على أرض الواقع في سوريا لم يعد ثورة بل صراع على السلطة بين الفصائل والجماعات المتنازعة. ودعت الصحيفة - في ختام تعليقها- إلى الاستجابة إلى البيان الذي أطلقه معارضون سوريون ممثلون عن 11 تجمعا وهيئة سورية معظمهم من الداخل خلال اجتماع لهم بمدينة روما الايطالية تحت اسم "نداء روما من أجل سوريا" والذين أكدوا من خلاله أن "الحل العسكري يترك الشعب السوري رهينة، ولا يحمل في طياته حلا سياسيا يقدر على تلبية والاستجابة لطموحات المواطنين".