أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي فى الكلمة التى القاها أمام الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" اليوم أن تونس لم تنزلق في متاهات التطرف الإسلامي معتبرا أنها انزلقت فى متاهات الديمقراطية. ودافع الرئيس التونسي عن تحالفه مع حركة النهضة الاسلامية..مبررا التحالف الحاكم الذي أقامه حزبه "المؤتمر من أجل الجمهورية" اليساري الوسطي مع حركة النهضة. وأضاف :أن أصدقاءه يطرحون عليه باستمرار سؤالا حساسا: هل تحالف الديمقراطيين المدنيين في تونس مع إسلاميين هو انتهازية سياسية أم سذاجة؟ الإجابة واضحة: لا هذا ولا ذاك بل.. هو رهان على المستقبل". وتابع المرزوقى "مثلما يوجد في الغرب مسيحيون ديمقراطيون يوجد وسيوجد في العالم العربي أحزاب إسلامية ديمقراطية وحركة النهضة التونسية ليست إلا المثال التونسي على ذلك. وقال الرئيس التونسى إن "النهضة انخرطت في الديمقراطية، البعض يقول لأسباب تكتيكية وآخرون مثلي يقولون اقتناعا ،والمستقبل سيقول من كان محقا في خوفه أو في ثقته". وأوضح أن "قوة الديمقراطية أن تستطيع ترويض وإدماج القوى التي كانت معادية في البداية" للديمقراطية..مذكرا ان "جزءا رسميا من فرنسا ساند الديكتاتورية التي قمعتنا" في إشارة الى نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي حكم تونس 23عاما حتى اطاحت به ثورة 2011، وكان يحظي بدعم من فرنسا. واستطرد المرزوقي قائلا "لكن الجزء الأكبر والضروري من فرنسا ساندنا قدر استطاعته ورافقنا إلى أقصى حد ممكن وحتى سقوط الطاغية". من جانبه ..قال كلود بارتولون الرئيس الاشتراكي للجمعية الوطنية الفرنسية لدى استقبال المرزوقي إن "الاسلام والديمقراطية يمكنهما بل يجب عليهما أن يتضافرا".. محذرا من أن فرنسا ستبقى "يقظة" إزاء احترام "المبادئ الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق المرأة". وذكر بارتولون الذي ولد في تونس سنة 1951 أنه ثاني رئيس للجمعية الوطنية الفرنسية تونسي المولد بعد الديجولي فيليب سيغان مبرزا "الحب المتبادل" بين البلدين. وبدأ الرئيس التونسى أمس زيارة رسمية إلى فرنسا تستمر حتى غد. يذكر أن المرزوقي هو أول مسئول أجنبي يتم استقباله في الجمعية الوطنية الفرنسية بعد جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية الذي القى خطابا أمام الجمعية في يناير 2006.