أكد محللون وخبراء سياسيون امريكيون أن الاضطرابات التي اشتعلت في المنطقة الشرقية من السعودية خلال الأسابيع الأخيرة، وتلك التي تشهدها البحرين، أصبحت تقلق واشنطن بشكل أكبر، وليست التهديدات الإيرانية المتكررة بإغلاق مضيق هرمز. وأوضح خبراء أن "مضيق هرمز الآن أصبح محصناً تماماً ضد أي محاولات إيرانية لإغلاقه، وتعطيل تدفق النفط لفترة زمنية من شأنها التأثير على الاقتصاد الغربي. إضافة إلى قيام دول الخليج باجراءات احتياطية، مثل قيام الإمارات بتصدرير النفط عبر ميناء الفجيرة على بحر العرب، إضافة إلى إجراء السعودية تعديلات على أنايب النفط، ما يوفر إمكانية بديلة لتجنب مرور 6.5 مليون برميل نفط يومياً عبر مضيق هرمز، وهو ما سيكون له وقع سار على أسواق النفط". وأكد مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق سايمون هندرسون "إن العنف الذي شهدته المنطقة الشرقية من السعودية في الأسابيع الأخيرة، هو المقلق للأميركيين، حيث إن هذا العنف في المنطقة الشرقية واستمرار التوتر في البحرين، يذكرنا بأن صادرات النفط الخليجية تواجه تهديدات أخرى، إضافة إلى خطر الإغلاق الإيراني المحتمل لمضيق هرمز". وشهدت المنطقة الشرقية مصادمات بين قوات الأمن والمحتجين الشيعة، في البحرين والسعودية، وهي المنطقة التي تضم الحقول النفطية الضخمة، فضلا عن أنها مركز حركة البنية التحتية لتصدير النفط، حيث انفجرت الجولة الأخيرة من العنف في البحرين بعد اعتقال عالم الدين الشيعي نمر النمر بتهمة أنه "رحَّب علانية بوفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف مؤخرا". ويحذر هندرسون "بينما لم يستهدف الشيعة بعد منشأت النفط ولكنها تعتبر معرضة جداً لمخاطر جمّة بحكم وجودها قرب مناطق الاضطرابات". وبينما أعلنت طهران استكمال قدرتها لإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله 20 في المئة من احتياجات العالم من الطاقة، في حال تعرضها لهجوم عسكري أميركي أو إسرائيلي، قالت وزارة الدفاع الأميركية أن قوات البحرية الاميركية استكملت بناء "أحدث قاعدة بحرية في التاريخ البشري" في قطر جنوبالدوحة "لتعمل بشكل تنسيقي عالي الدقة مع القواعد العائمة الأخرى في الخليج لمنع الخيار الإيراني". وقال هندرسون "إن الوسيلة الوحيدة لتفادي انفجار شيعي بالغ في كل من البحرين والسعودية، تكمن في إجراء إصلاحات وقوانين مساواة حقيقة لكل المواطنين، وأن على الولاياتالمتحدة الرمي بثقلها خلف اجراء هذه الإصلاحات".