* أوغلو قاد مفاوضات ناجحة مع أوروبا أثارت عليه غضب الرئيس * يوليو المقبل يمثل مرحلة حاسمة في تاريخ تركيا الحديثة * إغلاق صحيفة "زمان" ووكالة أنباء جيهان في سياق الصراع مع جماعة فتح ذكرت صحيفة "حريت" التركية أن قادة الأحزاب المعارضة الرئيسية في تركيا وصفوا الاستقالة التي تقدم بها رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بأنها انقلاب قاده الرئيس رجب طيب أردوغان. وقالت الصحيفة إن قادة المعارضة أكدوا أن "استقالة أوغلو لا تعد أمرا داخليا يقتصر على الحزب الحاكم وحده". بينما طالب كمال قليج دار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، جميع مؤيدي الديمقراطية في تركيا بضرورة التصدي لهذا الانقلاب، خاصة أن أوغلو جاء إلى منصب رئاسة الوزراء بإرادة شعبية في أعقاب اثنتين من الانتخابات البرلمانية في يونيو ونوفمبر من العام الماضي، حيث فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم بما يقرب من نصف عدد مقاعد البرلمان. وكشف المحلل السياسي التركي مراد يتكين عن أن توقيت إقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مرتبط بنجاح المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، حيث تمكن الوفد التركي بقيادة أوغلو من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، حيث استطاع أوغلو تقليص الفترة المطلوبة للوفاء بالشروط الأوروبية من أكتوبر إلى يوليو المقبل، وذلك إذا تمكنت أنقرة من الوفاء بالمعايير ال72 حددتها المفوضية الأوروبية، ومن ثم تعد إقالة أوغلو محاولة لتجريده من ثمار هذا الانتصار. يكشف يتكين عن أن مفاوضات إلغاء التأشيرة بين تركيا والدول الأوروبية مستمرة منذ عام 1980، عندما قررت تلك الدول فرض تأشيرة مسبقة على دخول الأتراك، في أعقاب الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال كنعان، وذلك كإجراء عقابي ضد نظام الانقلاب ولمنع تدفق المواطنين الأتراك الفارين من الحكم العسكري باتجاه أوروبا. ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن السلطات التركية قررت إغلاق صحيفة "زمان" التركية ووكالة الأنباء التابعة لها المعروفة باسم جيهان (العالم)، وذلك اعتبارا من الخامس عشر من مايو الجاري. جدير بالذكر أن إحدى المحاكم في مدينة اسطنبول التركية أصدرت قرارا في مارس الماضي بوضع كل من صحيفة "زمان" ووكالة "جيهان" تحت الوصاية، بينما أصدرت نقابة الصحفيين الأتراك بيانا شديد اللهجة من أجل التنديد بهذا القرار، واعتبرته نمطا جديدًا من فرض الرقابة على وسائل الإعلام، ووفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن تورك"، فإن قرار تجميد أنشطة مجموعة فيزا يانين جروبو يشمل أيضا وقف بث قناة كوردوت تي في والموقع الإلكتروني التابع لها وصحيفة "زمان" التي تصدرها تلك المجموعة. في هذا السياق، يواجه 400 صحفي التشرد بعد إغلاق صحيفة زمان ووكالة جيهان، كما أن عددا من قنوات التلفزة الخاصة في تركيا أغلقت في موعد سابق من العام الجاري، منها كنال تورك وبوجون تي في وصحيفتا بوجون جازيتسي وميللت جازيستي وغيرها.